responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 357


172 - ومن خطبة له عليه السّلام أمين وحيه ، وخاتم رسله ، وبشير رحمته ، ونذير نقمته أيّها النّاس ، إنّ أحقّ النّاس بهذا الأمر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر اللَّه فيه ، فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبى قوتل . ولعمرى لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّى تحضرها عامّة النّاس فما إلى ذلك سبيل ، ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها ، ثمّ ليس للشّاهد أن يرجع ، ولا للغائب أن يختار . ألا وإنّى أقاتل رجلين : رجلا ادّعى ما ليس له ، وآخر منع الَّذى عليه . أوصيكم عباد اللَّه بتقوى اللَّه ، فإنّها خير ما تواصى العباد به ، وخير عواقب الأمور عند اللَّه ، وقد فتح باب الحرب بينكم وبين أهل القبلة ، ولا يحمل هذا العلم إلَّا أهل البصر والصّبر ، والعلم بمواقع الحقّ ، فامضوا لما تؤمرون به ، وقفوا عند ما تنهون عنه ، ولا تعجلوا فى أمر حتّى تتبيّنوا ، فإنّ لنا مع كلّ أمر ، تنكرونه غيرا . ألا وإنّ هذه الدّنيا الَّتى أصبحتم تتمنّونها وترغبون فيها ، وأصبحت تغضبكم وترضيكم ، ليست بداركم ولا منزلكم الَّذى خلقتم له ولا الَّذى دعيتم إليه ، ألا وإنّها ليست بباقية لكم ، ولا تبقون عليها ، وهى وإن غرّتكم منها فقد حذّرتكم شرّها . فدعوا غرورها لتحذيرها ، وإطماعها لتخويفها ، وسابقوا فيها إلى الدّار الَّتى دعيتم إليها ، وانصرفوا بقلوبكم عنها ولا يخنن أحدكم خنين الأمة على ما زوى عنه منها ، واستتمّوا نعمة اللَّه عليكم بالصّبر على طاعة اللَّه ، والمحافظة على ما استحفظكم من كتابه . ألا وإنّه لا يضرّكم تضييع شيء من دنياكم بعد حفظكم قائمة دينكم . ألا وإنّه لا ينفعكم بعد تضييع دينكم شيء حافظتم عليه من أمر دنياكم ، أخذ اللَّه بقلوبنا وقلوبكم إلى الحقّ وألهمنا وإيّاكم الصّبر .
اقول : هذا اشارة الى صفات الامام الحق ، وهو كونه اقواهم على امر الخلافة ، أى : اقدرهم على تدبيرها عن علم واعملهم واعلمهم بأوامر اللَّه فيها ، وذلك يستلزم علمه بأصول الدين وفروعه ليضع الأعمال مواضعها ، وقد استلزم الوصف الاوّل : فضيلة

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست