نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 354
وأخبرتهم عن الكلاء والماء فخالفوا إلى المعاطش والمجادب ، ما كنت صانعا قال : كنت تاركهم ومخالفهم إلى الكلأ والماء . فقال عليه السلام : فامدد إذا يدك فقال الرجل : فو اللَّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجة على ، فبايعته عليه السلام . اقول : « الجرمى » منسوب الى بنى جرم قبيلة ، وكان قوم من أهل البصرة بعثوه اليه عليه السلام ليستعلم حاله ، أهو على حجة ، ام هو على شبهة فلما رآه وسمع لفظه لم يتخالجه شك فى صدقه ، فبايعه وكان بينهما الكلام المنقول . ولا الطف من التمثيل الذى جذبه به عليه السلام ، ولذلك اقسم انّه لم يتمكَّن من مخالفته . 170 - ومن كلام له عليه السّلام لما عزم على لقاء القوم بصفين اللَّهمّ ربّ السّقف المرفوع ، والجوّ المكفوف ، الَّذى جعلته مغيضا للَّيل والنّهار ، ومجرى للشّمس والقمر ، ومختلفا للنّجوم السّيّارة ، وجعلت سكَّانه سبطا من ملائكتك ، لا يسأمون من عبادتك ، وربّ هذه الأرض الَّتى جعلتها قرارا للأنام ، ومدرجا للهوامّ والأنعام ، وما لا يحصى ممّا يرى وممّا لا يرى ، وربّ الجبال الرّواسى الَّتى جعلتها للأرض أوتادا وللخلق اعتمادا - إن أظهرتنا على عدوّنا فجنّبنا البغى ، وسدّدنا للحقّ ، وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشّهادة واعصمنا من الفتنة . أين المانع للذّمار ، والغائر عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ العار وراءكم ، والجنّة أمامكم . أقول : كون الفلك مغيضا لليل والنهار باعتبار حركته المستلزمة بحركة الشمس عن وجه الارض ، والى وجهها فبالاعتبار الاوّل يكون : كالمغيض للنهار ، وبالاعتبار الثاني يكون : كالمغيض لليل . واستعار له لذينك الاعتبارين لفظ : المغيض . والسبط : القبيلة . وكون الجبال اعتمادا للخلق : لما فيها من المرافق لهم . وقوله : فجنبنا البغى ، وسدّدنا
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 354