responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 344


163 - ومن كلام له عليه السّلام لما اجتمع الناس عليه وشكوا ما نقموه على عثمان ، وسألوه مخاطبته عنهم واستعتابه لهم ، فدخل عليه فقال : - إنّ النّاس ورائى ، وقد استسفرونى بينك وبينهم ، وو اللَّه ما أدرى ما أقول لك ما أعرف شيئا تجهله ، ولا أدلَّك على أمر لا تعرفه . إنّك لتعلم ما نعلم ، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشىء فنبلغكه ، وقد رأيت كما رأينا ، وسمعت كما سمعنا ، وصحبت رسول اللَّه كما صحبنا ، وما ابن أبى قحافة ولا ابن الخطَّاب أولى بعمل الحقّ منك ، وأنت أقرب إلى رسول اللَّه ، صلى اللَّه عليه وآله وسلم ، وشيجة رحم منهما ، وقد نلت من صهره مالم ينالا ، فاللَّه اللَّه فى نفسك فإنّك ، واللَّه ، ما تبصّر من عمى ، ولا تعلم من جهل ، وإن الطَّرق لواضحة ، وإنّ أعلام الدّين لقائمة . فاعلم أنّ أفضل عباد اللَّه عند اللَّه إمام عادل هدى وهدى ، فأقام سنّة معلومة ، وأمات بدعة مجهولة ، وإنّ السّنن لنيّرة لها أعلام ، وإنّ البدع لظاهرة لها أعلام ، وإنّ شرّ النّاس عند اللَّه إمام جائر ضلّ وضلّ به ، فأمات سنّة مأخوذة ، وأحيا بدعة متروكة ، وإنّى سمعت رسول اللَّه ، صلى اللَّه عليه وآله وسلم ، يقول : « يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر ، يلقى فى نار جهنّم فيدور فيها كما تدور الرّحى : ثمّ يرتبط فى قعرها » ، وإنّى أنشدك اللَّه أن لا تكون إمام هذه الأمّة المقتول ، فإنّه كان يقال : يقتل فى هذه الأمّة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ، ويلبس أمورها عليها ، ويبثّ الفتن فيها ، فلا يبصرون الحقّ من الباطل ، يموجون فيها موجا ، ويمرجون فيها مرجا ، فلا تكوننّ لمروان سيّقة ، يسوقك حيث شاء بعد جلال السنّ ، وتقضّى العمر فقال له عثمان رضى اللَّه عنه : كلم الناس فى أن يؤجلوني حتى أخرج إليهم من مظالمهم ، فقال عليه السلام : ما كان بالمدينة فلا أجل فيه ، وما غاب فأجله وصول أمرك إليه .
اقول : استسفرونى : بعثونى رسولا . والوشيجة : عروق الشجرة . واستعار لفظها :

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست