responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 335


استعار لفظ الربق ، والحلق : لما يخاف عليهم من دولة غيره من الأرذال . والبر القليل اى : منهم وهو : طاعتهم القليلة له . والمنكر الكثير : منكرهم ، ويحمل اطرافه عنه على عدم تمكَّنه من ازالته لاستلزام ذلك مفسدة اكثر منه ، والتجاوز عن بعض الإساءات المنكرة من الرعيّة ، كالضّروري فى تدبّر الدولة .
159 - ومن خطبة له عليه السّلام أمره قضاء وحكمة ، ورضاه أمان ورحمة ، يقضى بعلم ، ويعفو بحلم اللَّهمّ . لك الحمد على ما تأخذ وتعطى ، وعلى ما تعافى وتبتلى ، حمدا يكون أرضى الحمد لك ، وأحبّ الحمد اليك ، وأفضل الحمد عندك ، حمدا يملأ ما خلقت ، ويبلغ ما أردت ، حمدا لا يحجب عنك ، ولا يقصر دونك ، حمدا لا ينقطع عدده ، ولا يفنى مدده ، فلسنا نعلم كنه عظمتك ، إلَّا أنّا نعلم أنّك حىّ قيّوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، لم ينته اليك نظر ، ولم يدركك بصر ، أدركت الأبصار ، وأحصيت الأعمار ، وأخذت بالنّواصى والأقدام ، وما الَّذى نرى من خلقك ونعجب له من قدرتك ، ونصفه من عظيم سلطانك ، وما تغيّب عنّا منه ، وقصرت أبصارنا عنه ، وانتهت عقولنا دونه ، وحالت ستور الغيوب بيننا وبينه ، أعظم فمن فرّغ قلبه ، وأعمل فكره ، ليعلم كيف أقمت عرشك ، وكيف ذرأت خلقك ، وكيف علَّقت فى الهواء سمواتك ، وكيف مددت على مور الماء أرضك ، رجع طرفه حسيرا ، وعقله مبهورا ، وسمعه والها وفكره حائرا .
أقول : أمره : حكم قدرته الالهية ، وكونه قضاء اى : حكما لازما لا يردّ . وكونه حكمة : كونه على وفق الحكمة الالهية والنظام الأكمل ، ورضاه يعود الى علمه بطاعة العبد له ، وعفوه يعود الى عدم عقابه للمذنبين . وانّما يتحقق العفو مع القدرة على العقاب فلذلك قال : يعفو بحلم . وقوله : فلسنا الى آخره : اعتراف بالعجز عن ادراك كنه عظمته ، واشار الى بيان وجه معرفته الممكنة للخلق ، وهى امّا بالصفات الحقيقيّة ، لكونه حيا او بالاعتبارات السلبيّة لكونه لا تأخذه سنة ولا نوم ، ولا ينتهى اليه نظر عقلىّ او بصرىّ ،

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست