نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 331
كان كذلك وجب التخلَّق به وصغرى الثاني قوله : لا يقربان ، الى قوله : من رزق - وتقدير كبراه : وكلّ ما كان كذلك فلا ينبغي ان يحذر فعله . والناقع : المروى . ويستعتب : يطلب منه العتبى ، وهى الرجوع عن الإساءة . والرد : الترديد فى الألسنة . وحيزت أى : قبضت ومنعت . والسحت : الحرام . وباقى الفصل ظاهر . 156 - ومن خطبة له عليه السّلام الحمد للَّه الَّذى جعل الحمد مفتاحا لذكره ، وسببا للمزيد من فضله ، ودليلا على آلائه وعظمته . عباد اللَّه ، إنّ الدّهر يجرى بالباقين كجريه بالماضين ، لا يعود ما قدولَّى منه ، ولا يبقى سرمدا ما فيه . آخر فعاله كأوّله ، متسابقة أموره ، متظاهرة أعلامه ، فكأنّكم بالسّاعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله ، فمن شغل نفسه بغير نفسه تحيّر فى الظَّلمات ، وارتبك فى الهلكات ، ومدّت به شياطينه فى طغيانه ، وزيّنت له سيّئ أعماله ، فالجنّة غاية السّابقين ، والنّار غاية المفرّطين . اعلموا عباد اللَّه ، أنّ التّقوى دار حصن عزيز ، والفجور دار حصن ذليل : لا يمنع أهله ، ولا يحرز من لجأ إليه . ألا وبالتّقوى تقطع حمة الخطايا وباليقين تدرك الغاية القصوى . عباد اللَّه ، اللَّه اللَّه فى أعزّ الأنفس عليكم ، وأحبّها إليكم ، فإنّ اللَّه قد أوضح لكم سبيل الحقّ وأنار طرقه . فشقوة لازمة ، أو سعادة دائمة ، فتزوّدوا فى أيّام الفناء لأيّام البقاء ، قد دللتم على الزّاد ، وأمرتم بالظَّعن ، وحثثتم على المسير ، فإنّما أنتم كركب وقوف ، لا تدرون متى تؤمرون بالمسير . ألا فما يصنع بالدّنيا من خلق للآخرة وما يصنع بالمال من عمّا قليل يسلبه ، وتبقى عليه تبعته وحسابه عباد اللَّه ، انّه ليس لما وعد اللَّه من الخير مترك ، ولا فيما نهى عنه من الشّرّ مرغب عباد اللَّه ، احذروا يوما تفحص فيه الأعمال ، ويكثر فيه الزّلزال ، وتشيب فيه الأطفال . اعلموا ، عباد اللَّه ، أنّ عليكم رصدا من أنفسكم ، وعيونا من جوارحكم ، وحفّاظ
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 331