responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 254


105 - ومن خطبة له عليه السّلام وهى من خطب الملاحم الحمد للَّه المتجلَّى لخلقه بخلقه ، والظَّاهر لقلوبهم بحجّته ، خلق الخلق من غير رويّة ، إذ كانت الرّويّات لا تليق إلَّا بذوى الضّمائر . وليس بذى ضمير فى نفسه خرق علمه باطن غيب السّترات ، وأحاط بغموض عقائد السّريرات .
اقول : تجليه لخلقه بخلقه يعود الى ظهوره فى بدائع مصنوعاته لقلوب عباده . وحجّته : آثار قدرته . وغيب السترات : ما غاب من الامور المحجوبة عن علوم الخلق .
منها فى ذكر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم : اختاره من شجرة الأنبياء ، ومشكاة الضّياء ، وذؤابة العلياء ، وسرّة البطحاء ، ومصابيح الظَّلمة ، وينابيع الحكمة .
اقول : استعار لفظ الشجرة لصنف الانبياء أو لآل ابراهيم عليه السلام ، باعتبار فروعها وهى الانبياء ، وثمرها وهى العلوم ومكارم الاخلاق . ولفظ المشكاة : باعتبار سطوع ضياء النبوّة عنهم . ولفظ الذؤابة وهى ما تدلَّى من الشعر ونحوه : باعتبار هبوط هذا الصنف وتدلَّيهم من مقاوم العزو الشرف وهى حضائر القدس . وبطحاء : مكة بسيط واديها . وسرّة : الوادى اشرف موضع فيه . واستعار لفظ المصابيح : للانبياء لهداية الخلق بهم . ولفظ الينابيع : لتفجر العلوم والحكمة عنهم .
ومنها : طبيب دوّار بطبّه : قد أحكم مراهمه ، وأحمى مواسمه يضع من ذلك حيث الحاجة إليه : من قلوب عمى ، وآذان صمّ ، وألسنة بكم متّبع بدوائه مواضع الغفلة ، ومواطن الحيرة ، لم يستضيئوا بأضواء الحكمة ولم يقدحوا بزناد العلوم الثّاقبة ، فهم فى ذلك كالأنعام

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست