responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 232


اقول : اراد بذلك الامر ما كان يعلمه من اختلاف الناس عليه بضروب الشبهة الفاسدة ، وفتنتهم ، واستعار لفظ الوجوه والالوان لتفنّن [1] الاختلافات ووصف الغيم : لما غشى البلاد من ظلمات الظلم ، وتغيّر الشريعة ووصف التنكَّر : ليغيّر طريق الشريعة وجهل الناس بها ، واهمالهم لسلوكها لا تقوم لها القلوب ، ولا تثبت عليه بل تنفر منه لمخالفته الدين ، ووزيرا واميرا : حالان ، والعامل فيهما هو العامل فى لكم ، وكونه خيرا فى وزارته لانّه فى امارته يحملهم على ما يكرهون دون حال وزارته ، واللَّه اعلم .
90 - ومن خطبة له عليه السّلام أمّا بعد أيّها النّاس ، فأنا فقأت عين الفتنة ، ولم تكن ليجرؤ عليها أحد غيرى بعد أن ماج غيهبها ، واشتدّ كلبها ، فاسألونى قبل أن تفقدونى ، فو الَّذى نفسى بيده لا تسألونى عن شيء فيما بينكم وبين السّاعة ، ولا عن فئة تهدى مائة وتضلّ مائة إلَّا أنبأتكم بناعقها ، وقائدها ، وسائقها ، ومناخ ركابها ، ومحطَّ رحالها ، ومن يقتل من أهلها قتلا ، ويموت منهم موتا ، ولو قد فقدتمونى ، ونزلت بكم كرائه الأمور ، وحوازب الخطوب ، لأطرق كثير من السّائلين ، وفشل كثير من المسئولين ، وذلك إذا قلَّصت حربكم وشمّرت عن ساق ، وضاقت الدّنيا عليكم ضيقا تستطيلون معه أيّام البلاء عليكم حتّى يفتح اللَّه لبقيّة الأبرار منكم ، إنّ الفتن إذا أقبلت شبّهت ، وإذا أدبرت نبّهت : ينكرن مقبلات ، ويعرفن مدبرات ، يحمن حول الرّياح يصبن بلدا ويخطئن بلدا ، ألا إنّ أخوف الفتن عندى عليكم فتنة بنى أميّة ، فإنّها فتنة عمياء مظلمة : عمّت خطَّنها ، وخصّت بليّتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها وأخطأ البلاء من عمى عنها ، وايم اللَّه لتجدنّ بنى أميّة لكم أرباب سوء بعدى كالنّاب الضّروس : تعذم بفيها ، وتخبط بيدها ، وتزبن برجلها ، وتمنع درّها ، لا يزالون بكم حتّى لا يتركوا منكم إلَّا نافعا لهم أو غير ضائر بهم ، ولا يزال بلاؤهم حتّى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلَّا كانتصار العبد من ربّه والصّاحب من مستصحبه ، ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشيّة ، وقطعا جاهليّة ليس فيها منار هدى ، ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها



[1] فى ش : اليقين .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست