responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 214


وغرورهم فيها عن اللَّه بضمير صغراه قوله : فانّما هو آخر ، وتقدير كبراه ، وكل ما كان كذلك فينبغى ان يغترّ به ، ويركن اليه .
87 - ومن خطبة له عليه السّلام الحمد للَّه المعروف من غير رؤية ، والخالق من غير رويّة ، الَّذى لم يزل قائما دائما ، إذ لا سماء ذات أبراج ، ولا حجب ذات أرتاج ، ولا ليل داج ، ولا بحر ساج ، ولا جبل دو فجاج ، ولا فجّ ذو اعوجاج ، ولا أرض ذات مهاد ، ولا خلق ذو اعتماد : ذلك مبتدع الخلق ووارثه ، وإله الخلق ورازقه ، والشّمس والقمر دائبان فى مرضاته : يبليان كلّ جديد ويقرّبان كلّ بعيد ، قسم أرزاقهم ، وأحصى آثارهم وأعمالهم ، وعدد أنفاسهم ، وخائنة أعينهم ، وما تخفى صدورهم من الضّمير ، ومستقرّهم ومستودعهم من الأرحام والظَّهور ، إلى أن تتناهى بهم الغايات ، هو الَّذى اشتدّت نقمته على أعدائه فى سعة رحمته واتّسعت رحمته لأوليائه فى شدّة نقمته ، قاهر من عازّه ومدمّر من شاقّه ، ومذلّ من ناواه ، وغالب من عاداه ، ومن توكَّل عليه كفاه ، ومن سأله أعطاه ، ومن أقرضه قضاه ، ومن شكره جزاه . عباد اللَّه ، زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وحاسبوها من قبل أن تحاسبوا ، وتنفّسوا قبل ضيق الخناق ، وانقادوا قبل عنف السّياق ، واعلموا أنّه من لم يعن على نفسه حتّى يكون له منها واعظ وزاجر لم يكن له من غيرها زاجر ولا واعظ .
اقول : انّه وصف اللَّه سبحانه باعتبارات من صفات جلاله ، وقد سبق بيان اكثر هذه الاعتبارات ، وقيامه دوام وجوده لذاته . وقوله : اذ لا سماء ، الى قوله : ذو اعتماد ، اشارة الى : اعتبار ازليّته وقيامه بذاته ، وسبقه لكل ممكن تقديرا لقول الرسول صلى اللَّه عليه وآله : كان اللَّه ولا شيء . والحجب ذات الارتاج : السموات . وابلاء الشمس والقمر لكل جديد كناية عن : تفانيهما [1] بعده ، ويحتمل ان يريد كونهما اسبابا معدّة لزوال كل كائن فى هذا العالم ، وفساده وتقريبهما للبعيد : جذبهما الى الموت وما بعده من احوال



[1] نسخة ش : بقائهما .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست