responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 212


فيجب الآن ان تعتبروا بذلك وتلازموا الاتّحاد فى الدين . واللبيب : من ينتفع بلبّه ، وهو : عقله ، وفائدة قوله : فما كلّ ذى لبّ الى قوله : ببصير : تحريك النفوس الى الاعتبار كيلا يعدّ التارك غير لبيب ولا سميع ولا بصير . ثم ذكر من مذامّهم أربعة تروك لما ينبغي ان يفعلوه ، وأربعة افعال مما ينبغي ان يتركوه ، وقدّم على الكلّ ذكر السبب وهو اختلاف حججهم فى دينهم ، لانّ ذلك هو الأصل الذى نشأت عنه هذه الرذائل ، والعيب : الذى تركوا الايمان به هو ما جاء به الرسول صلى اللَّه عليه وآله من السمعيّات الصرفة كأحوال المعاد البدنّى ، واحوال القيامة ، والجنّة والنار . وقوله : المعروف ، الى قوله : ما انكروا ، أى : انّ المعروف والمنكر محصوران فيما عرفوه وانكروه ، وان كان ما تصوّروه جهلا وما انكروه هو الحق . والمضلَّات : ما اشكل امره وأصعب فهمه ، من الاحكام الدينية ، والاسباب المحكمة ، النصوص الجلية .
86 - ومن خطبة له عليه السّلام أرسله على حين فترة من الرّسل ، وطول هجعة من الأمم ، واعتزام من الفتن ، وانتشار من الأمور ، وتلظَّ من الحروب ، والدّنيا كاسفة النّور ظاهرة الغرور ، على حين اصفرار من ورقها ، وإياس من ثمرها ، واغورار من مائها ، قد درست منار الهدى ، وظهرت أعلام الرّدى ، فهى متجهّمة لأهلها عابسة فى وجه طالبها ، ثمرها الفتنة ، وطعامها الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثارها السّيف . فاعتبروا عباد اللَّه ، واذكروا تيك التّى آباؤكم وإخوانكم بها مرتهنون ، وعليها محاسبون . ولعمرى ما تقادمت بكم ولا بهم العهود ، ولا خلت فيما بينكم وبينهم الأحقاب والقرون ، وما أنتم اليوم من يوم كنتم فى اصلابهم ببعيد . واللَّه ما أسمعكم الرّسول شيئا إلَّا وها أنا ذا اليوم مسمعكموه ، وما أسماعكم اليوم بدون أسماعكم بالأمس ولا شقّت لهم الأبصار ، ولا جعلت لهم الأفئدة فى ذلك الأوان إلَّا وقد أعطيتم مثلها فى هذا الزّمان . واللَّه ما بصرتم بعدهم شيئا جهلوه ، ولا أصفيتم به وحرموه ، ولقد نزلت بكم البليّة جائلا خطامها رخوا بطانها ، فلا يغرّنّكم ما أصبح فيه أهل الغرور ، فانّما هو ظلّ ممدود ، إلى أجل معدود .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست