responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 190


اقول : العناء : التعب وقد ذكر الدنيا في معرض ذمّها والتفسير عنها اوصافا عشرة : اوّلها اشارة الى زمان الوجود فيها ، وعناء الانسان فيها ظاهر . والفتنة : الابتلاء وهو من لوازم الغنى فيها ، ومساعاتها : استعارة كانّه مع حرص طالبها عليها وتعسّرها عليه كالهاربة منه سعيا وهو ساع في طلبها ، واقوى اسباب فواتها لطالبها انّ اكثر ما يكون تحصيلها بمنازعة اهلها ، ومجاذبتهم ايّاها ، وذلك مما يوجب تفويت بعضهم لها على بعض . ولما كان هذا السبب مفقودا في حق من قعد عنها كان فواتها اقليّا له ، وفواتها وامكانها اكثريّا كما في حق الزاهدين فيها ، واقبال الخلق والتقرّب بها اليهم . وقوله : ومن أبصر بها بصرته ، اى : من جعلها سبب هدايته ، ومحلّ ابصاره بعين عقله ، استفاد منها البصر والهداية . وقوله : من ابصر اليها اعمته ، اى : من مدّ اليها بصر بصيرته محبة لها اعمته عن ادراك انوار اللَّه ، وهو كقوله تعالى : * ( ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِه أَزْواجاً مِنْهُمْ ) ) * [1] الآية وقد ظهر الفرق بين قوله : ابصر بها ، وابصر اليها .
ومدح السيد لهذا الفصل ظاهر الصدق وباللَّه التوفيق .
80 - ومن خطبة له عليه السّلام وهى من الخطب العجيبة وتسمّى الغرّاء اعلم أنّ في هذه الخطبة فصولا :
الفصل الأوّل قوله : الحمد للَّه الَّذى علا بحوله ، ودنا بطوله ، مانح كلّ غنيمة وفضل ، وكاشف كلّ عظيمة وأزل أحمده على عواطف كرمه ، وسوابغ نعمه ، وأومن به أوّلا باديا ، وأستهديه قريبا هاديا ، وأستعينه قادرا قاهرا ، وأتوكَّل عليه كافيا ناصرا ، وأشهد أن لا إله الَّا اللَّه الَّذى رفع السّماء فبناها وسطح الأرض فطحاها ولا يؤده حفظهما وهو العليّ العظيم ، وأشهد أنّ محمّدا - صلَّى اللَّه عليه وآله - عبده ورسوله ، أرسله لإنفاذ أمره ، وإنهاء عذره ، وتقديم نذره .



[1] سورة الحجر - 88 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست