responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 150


لاشتراكهما في التفطَّن لوجه الحيلة والخداع ، وانّ تمييز الغدر بانّه استعمال الفطنة في تحصيل وجه حيلة يخالف القانون الشرعى والمصلحة العامة . والكيّس يتميّز باستعمال الذكاء في استخراج وجوه المصالح التي تنبغى والوقوف عليها ، ونسبة الناس لهم الى الكيس ، وحسن الحيلة كما نسب عمرو بن العاص ومعاوية ، ولم يعلموا انّه لا خير في حيلة جرت الى الرّذيلة . وقتال اللَّه لهم : ابعادهم عن رحمته . والحول القلب : كثير التحوّل والتقلَّب في استنباط الآراء الصّالحة ووجوه المصالح ، واراد نفسه فانّ فطنته في ذلك اتمّ الفطن لكن محافظته على حدود اللَّه تحجزه عن كثير من التصرّف ، فيترك الحيلة رأى عينه خوفا من اللَّه . وانتهاز الفرصة : المبادرة الى الامر وقت امكانه .
والحريجة : التحرّز من الحرج ، وهو الاثم .
41 - ومن كلام له عليه السّلام أيّها النّاس ، إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنان : اتّباع الهوى ، وطول الأمل ، فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ ، وأمّا طول الأمل فينسى الآخرة ، ألا ، وإنّ الدّنيا قد ولَّت حذّاء ، فلم يبق منها إلَّا صبابة كصبابة الإناء اصطبّها صابّها ، ألا وإنّ الآخرة قد أقبلت ولكلّ منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا أبناء الدّنيا فإنّ كلّ ولد سيلحق بأمّه يوم القيامة ، وإنّ اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل . نفّر عن اتّباع الهوى وطول الأمل ، بضميرين صغرى الاوّل ، قوله : وامّا الى قوله : الحقّ ، وهو : طاعة اللَّه . وصغرى الثاني قوله : وامّا ، الى قوله : الآخرة . وأراد طول الأمل فى الدنيا وتقدير الكبرى فيهما ، وكل ما كان كذلك فالواجب تركه ، ومن الصغريين يتبيّن انّهما اخوف ما ينبغي ان يخاف . وحذّاء : خفيفة مسرعة [1] لا يتعلَّق احد منهما بشىء .
والصّبابة : بقيّة الماء في الاناء ، واستعار لفظها : لما بقى لكلّ من الدّنيا . ولفظ « البنون » : للنّاس ، ولفظ « الامّ » : للدّنيا والآخرة ، باعتبار رغبة أهل الدّنيا إليها واهل الآخرة إليها ،



[1] في ش : سبرعة .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست