responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 132


27 - ومن خطبة له عليه السّلام أمّا بعد ، فإنّ الدّنيا قد أدبرت ، وآذنت بوداع ، وإنّ الآخرة قد أشرفت باطَّلاع ألا وإنّ اليوم المضمار ، وغدا السّباق ، والسّبقة الجنّة والغاية النّار : أفلا تائب من خطيئته قبل منيّته ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ألا وإنّكم في أيّام أمل من ورائه أجل ، فمن عمل فى أيّام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله ، ولم يضرره أجله ، ومن قصّر في أيّام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضرّه أجله ، ألا فاعملوا في الرّغبة كما تعملون في الرّهبة ألا وإنّى لم أركالجنّة نام طالبها ، ولا كالنّار نام هاربها ألا وإنّه من لا ينفعه الحقّ يضرره الباطل ، ومن لم يستقم به الهدى يجرّبه الضّلال إلى الرّدى ، ألا وإنّكم قد أمرتم بالظَّعن ، ودللتم على الزّاد ، وإنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى وطول الأمل ، تزوّدوا من الدّنيا ما تحرزون أنفسكم به غدا . قال السيّد رضي اللَّه عنه ، وأقول إنّه لو كان كلام يأخذ بالأعناق إلى الزّهد في الدّنيا ويضطرّ إلى عمل الآخرة لكان هذا الكلام ، وكفى به قاطعا لعلائق الآمال ، وقادحا زناد الاتّعاظ والازدجار ، ومن أعجبه قوله عليه السّلام « ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السّباق والسّبقة الجنّة والغاية النّار » فإنّ فيه - مع فخامة اللَّفظ ، وعظم قدر المعنى ، وصادق التّمثيل ، وواقع التّشبيه - سرا عجيبا . ومعنى لطيفا ، وهو قوله عليه السّلام : « والسّبقة الجنّة ، والغاية النّار » فخالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين ، ولم يقل « السبقة النار » كما قال « السّبقة الجنّة » ، لأن الاستباق إنّما يكون إلى أمر محبوب ، وغرض مطلوب ، وهذه صفة الجنّة وليس هذا المعنى موجودا في النار نعوذ باللَّه منها ، فلم يجز أن يقول « والسّبقة النّار » بل قال « والغاية النّار » ، لأنّ الغاية ينتهى إليها من لا يسره الانتهاء ومن يسرّه ذلك ، فصلح أن يعبر بها عن الأمرين معا ، فهى في هذا الموضع كالمصير والمآل ، قال اللَّه تعالى : * ( ( قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ) ) * ولا يجوز في هذا الموضع أن يقال : سبقتكم - بسكون الباء - إلى النّار ، فتأمّل ذلك فباطنه عجيب وغوره بعيد . وكذلك أكثر كلامه عليه السّلام ، وفي بعض النسخ ، وقد جاء في رواية أخرى « والسّبقة الجنّة » - بضم السّين - والسّبقة عندهم : اسم لما يجعل للسّابق إذا سبق من مال أو عرض ،

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست