responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 130


26 - ومن خطبة له عليه السّلام أمّا بعد ، فانّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه اللَّه لخاصّة أوليائه : وهو لباس التّقوى ، ودرع اللَّه الحصينة ، وجنّته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه اللَّه ثوب الذّلّ ، وشملة البلاء ، وديّث بالصّغار والقماء ، وضرب على قلبه بالأسداد ، وأديل الحقّ منه بتضييع الجهاد ، وسيم الخسف ، ومنع النّصف ، ألا وإنّى قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا ، وسرّا وإعلانا ، وقلت لكم : أغزوهم قبل أن يغزوكم فو اللَّه ما غزى قوم فى عقر دارهم إلَّا ذلَّوا فتوا كلتم ، وتخاذلتم حتّى شنّت الغارات عليكم ، وملكت عليكم الأوطان ، وهذا أخو غامد وقد وردت خيله الأنبار ، وقد قتل حسّان بن حسّان البكرىّ ، وأزال خيلكم عن مسالحها ، ولقد بلغنى أنّ الرّجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة ، والأخرى المعاهدة ، فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعاثها ، ما تمتنع منه إلَّا بالاسترجاع والاسترحام ، ثمّ انصرفوا وافرين ما نال رجلا منهم كلم ، ولا أريق لهم دم ، فلو أنّ امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما ، بل كان به عندى جديرا ، فيا عجبا - واللَّه - يميت القلب ويجلب الهمّ اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم فقبحا لكم وترحا ، حين صرتم غرضا يرمى ، يغار عليكم ولا تغيرون ، وتغزون ولا تغزون ، ويعصى اللَّه وترضون ، فإذا أمرتكم بالسّير إليهم في أيّام الصّيف قلتم هذه حمارّة القيظ ، أمهلنا يسبّخ عنّا الحرّ ، وإذا أمرتكم بالسّير إليهم في الشّتاء قلتم : هذه صبارّة القرّ أمهلنا ينسلخ عنّا البرد ، كلّ هذا فرارا من الحرّ والقرّ فاذا كنتم من الحرّ والقرّتفرّون فأنتم واللَّه من السّيف أفرّ ، يا أشباه الرّجال ولا رجال حلوم الأطفال ، وعقول ربّات الحجال ، لوددت أنّى لم أركم ولم أعرفكم معرفة واللَّه جرّت ندما ، وأعقبت سدما قاتلكم اللَّه لقد ملأتم قلبى قيحا ، وشحنتم صدرى غيظا ، وجرّ عتمونى نغب التّهمام أنفاسا وأفسدتم علىّ رأيي بالعصيان والخذلان ، حتّى قالت قريش : إنّ ابن أبى طالب رجل شجاع ، ولكن لا علم له بالحرب . للَّه أبوهم وهل أحد منهم أشدّ لها مراسا ، وأقدم فيها مقاما منّى لقد نهضت فيها ، وما بلغت العشرين ، وها أناذا قد ذرّفت على السّتّين ، ولكن لا رأى لمن لا يطاع

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست