responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 125


هذا الفصل ردّ لقول من يقول انّ مصانعته عليه [1] السّلام لمحاربيه اولى من محاربتهم ، فقال : انّه ليس يجب عليّ في قتالهم مصانعة من جهة الدّين ولا في ضعف عن ذلك ، ووصفهم بمخابطة الغيّ والبغى لقيام عذر ، اذ كان قتال من هذه صفته واجبا . والفرار الى اللَّه : الأقبال عليه وتوجيه السّير اليه وهو على مراتب : اوّلها ، الفرار من بعض آثاره الى بعض كالفرار من أثر غضبه إلى أثر رحمته .
الثّانية ، أن يفرّ العبد عن مشاهدة الافعال ويترقّى في درجات القرب والمعرفة إلى مصادر الافعال ، وهى الصفات فيفرّ من بعضها الى بعض كما يستفاد من سخط اللَّه بعفوه والسّخط والعفو صفتان .
الثالثة ، أن يترقّى عن مقام الصّفات الى ملاحظة الذّات فيفرّ منها اليها ، وقد جمع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله هذه المراتب حين أمر بالقرب في قوله تعالى : * ( ( واسْجُدْ واقْتَرِبْ ) ) * [2] فقال في سجوده : أعوذ بعفوك من عقابك . والعفو كما يكون صفة للعافى كذلك قد يراد به الأثر الحاصل عن صفة العفو . ثمّ لمّا قرب فغنى عن مشاهدة الأفعال وترقّى الى مصادرها وهى الصّفات ، قال : واعوذ برضاك من سخطك ، وهما صفتان . ثمّ لمّا ترقّى عن مقام مشاهدة الصّفات واقترب الى ملاحظة الذّات ، قال : واعوذ بك منك . وهذا فرار منه اليه ، وهو مقام الوصول الى ساحل العزّة . ثم للسّباحة في لجة الوصول درجات أخر لا تتناهى .
ولذلك لمّا قرب ازداد صلَّى اللَّه عليه وآله قربا ، قال : لا احصى ثناء عليك ، وهو حذف لنفسه عن درجة الاعتبار واعراض عن التّبجح بزينة الحقّ في ذاته ، وكان قوله بعد ذلك : أنت كما أثنيت على نفسك ، كمالا للإخلاص وتجريدا له ، وعند ذلك يقول : إنّ قوله عليه السّلام : وفرّوا الى اللَّه من اللَّه : امر بالتّرقّى الى المرتبة الثّالثة من المراتب المذكورة .
وما نهجه لهم واوضحه : هو السّبيل العدل ، والصّراط المستقيم ، وقد علمت انّ غاية سلوك سبيل اللَّه بالعبادة تطويع النّفس الأمّارة بالسّوء للنّفس المطمئنّة ، وحينئذ تعلم



[1] فى ش بزيادة : الصلاة
[2] سورة العلق - 19 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست