responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 111


اقول : معنى القضيّة الأولى انّ من كانت الجنّة والنّار امامه كان له بهما شغل عن غيرهما ، وشغله بهما ملاحظتهما والهمّة بما يكون وسيلة اليهما ، واستعار لفظ الامام لهما : باعتبار كونهما غايتين ينتهى اليهما ، وبناء الفعل للمفعول اذ الغرض ذكر الشغل دون المشغل . وقوله : ساع ، الى قوله : النار : قسمة للناس بالنسبة الى ما وجب عليهم من الشغل المشار اليه الى ثلاثة اقسام ووجه القسمة انّ الناس امّا طالبون للَّه ولما عنده ، او غير الطَّالبين ، والطَّالبون امّا مجتهدون في الوصول اليه ، او متأنّون ، والاوّل هم السابقون المقرّبون . والثالث المقصّرون الذين وقف بهم الشيطان حيث اراد ، وظاهر كونهم فى النار . وامّا الثاني فذو وصفين يتجاذبانه من جهتى السّفالة والعلوّ فسلوكه الى اللَّه وان ضعف جاذب له الى الجنّة ، ويد الشّيطان جاذبة له الى النّار الَّا انّ رجاءه للَّه ومسكنه به اذا انضاف الى حركته البطيئة في سبيل اللَّه كانت السّلامة عليه اغلب .
وانّما خصّ الثاني بالرجاء لانّه عمدته دون عمله لضعفه ، ونحوه قوله تعالى : * ( ( فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِه ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ الله ) ) * [1] . وقوله : اليمين والشمال [2] الى آخره ، الجادّة : اشار باليمين والشمال الى طرفى الافراط والتفريط من الفضائل النفسانية ، والطرق الوسطى الى العدل منهما . وهو الحصول على نفس الفضيلة من غير انحراف عنها الى اطراف الرذائل منها وهى الصراط المستقيم في الدنيا [3] ، والجادّة الواضحة لمن اهتدى وعليها باقى الكتاب الكريم من المقاصد الالهية : وآثار النبوّة ، ومنقذ السنّة : اى طريقها ومخرجها واليها تصير عاقبة الخلق في الدّنيا والآخرة ، فانّ من العدل بدأت السنّة وانتشرت في الخلق ، واليه مرجع امورهم وعواقبها .
قوله : هلك من ادّعى : تعريض لمعاوية ودعواه الامامة ، واللَّفظ عام ، خرج على سبب خاص اى : هلك من ادّعى ما ليس له بحق وخاب من كذب في دعواه ، والخيبة : دعاء او خبر بعدم حصول الخير في الآخرة . وقوله : من ابدى ، الى قوله : قدره ، أراد من



[1] سورة فاطر - 32
[2] بزيادة - مضلة - في نسخة ش
[3] في ش : والاخرة .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست