responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 108


من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق .
اقول : قد كان عثمان أقطع أقاربه من ارض بيت المال قطائع فردّها عليه السّلام حين ولَّى الأمر ، ووجه سعة العدل : بالقياس الى الجور انّ الانسان يتمكَّن من التّصرف به اكثر من التّصرف بالجور ، لانّ التّصرّف بالعدل محل لرضى من يعتقد كونه مظلوما . ورضا الظَّالم لعلمه بانّه عند انتزاع الحقّ منه آخذ لما ليس له ، ويؤكَّد ذلك بالوعيد للظَّالمين ، فالظَّالم وان قام سلطانه حين انتزع الحقّ منه ، وضاق العدل عليه فهو محل الرّضى .
بخلاف الجور فانّه اضيق عليه في الدنيا والآخرة لسّد الاوامر والنّواهى الشرعيّة عليه وجوه التّصرف الباطل ، وانّما انتزع منه قهرا ولانّه اذا نزل عليه عدل اعتقد انّه اخذ منه ما ينبغي أخذه منه ، واذا نزل عليه جور اعتقد انّه اخذ منه مالا ينبغي أخذه ، ولا شكّ انّ اخذ مالا ينبغي اخذه أصعب على النّفس وأضيق من أخذ ما ينبغي .
وخصّ قطائع عثمان دون قطائع غيره بالردّ لاختلاف غرضى الإمامين .
15 - ومن خطبة له عليه السّلام لما بويع بالمدينة ذمّتى بما أقول رهينة ، وأنا به زعيم ، إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات . ألا وإنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللَّه نبيّكم صلَّى اللَّه عليه وآله ، والَّذى بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة ، ولتغربلنّ غربلة ولتساطنّ سوط القدر ، حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم ، وليسبقنّ سابقون كانوا قصروا ، وليقصّرنّ سبّاقون كانوا سبقوا ، واللَّه ما كتمت وشمة ، ولا كذبت كذبة ، ولقد نبّت بهذا المقام وهذا اليوم ، ألا وإنّ الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحّمت بهم في النّار ألا وإنّ التّقوى مطايا ذلل ، حمل عليها أهلها وأعطوا أزمّتها ، فأوردتهم الجنّة ، حقّ وباطل ، ولكلّ أهل ، فلئن أمر الباطل لقديما فعل ، ولئن قلّ

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست