عنه كما حكاه الكشي أما وجه عدم روايته عنه فلأجل ان الأصحاب كانوا يتهمونه في روايته عن أبي حمزة الثمالي أما وجه الاتهام فهو إن الثمالي كان سنة وفاته مأة وخمسون وكان ابن محبوب متولدا في هذه السنة وعليه فكيف يعقل أن يروى هو عن الثمالي بلا واسطة فروايته عنه كذلك كان ينافي وثاقته عندهم وأما وجه [1] رجوع احمد بن عيسى عن ترك روايته عنه وتوبته عن ذلك انه كان نقل الحديث من أهم ما يعتنى به عند الأصحاب ومن شدة عنايتهم به أنهم كانوا يريدون إبقائه في أعقابهم فجوزوا الاستجازة من شيوخهم للأطفال حتى يرووا عن مشايخهم بلا واسطة بعد بلوغهم فمن القريب أن يكون أبو حمزة كان قد أجاز لابن محبوب روايته عنه وهو ابن سنة باستجازة أبيه محبوب بن وهب فيصح إذن رواية ابن محبوب عن أبي حمزة بلا واسطة ويؤيد ذلك أن أباه كان يعطى ابنه هذا حسنا بكل حديث يكتبه عن على بن رئاب درهما وهذا يكشف عن شدة عناية أبيه بروايته للاخبار ونشره لأحاديث الأئمة الأطهار سلام اللَّه عليهم فصار بحمد اللَّه كما أراد من أكابر المحدثين بل من أركانهم هذا كله في سند الحديث واما دعواه ان عدم ذكر القدماء لإثبات الخمس في المقام أعم من حكمهم بنفيه ففيه ما لا يخفى حيث انهم كانوا بصدد ذكر الأحكام ونقلها إلى الأعقاب فكيف يعرضون عن مثل هذا الحكم مع قولهم بثبوته . وكيف كان يقع الكلام في المقام عن جهات : الأولى انه هل

[1] أقول وقد تعرضوا لبيان وجه عدم رواية أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب وتوبته عن ذلك وجوها أخرى فراجع الكتب الموضوعة في علم الرجال ولكن الذي اختاره أستادنا أدام اللَّه ظله أقوى الوجوه ( المؤلف )