والأسير على حبه ويقولون : « إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً ولا شُكُوراً » [1] . لم يكن وقتئذ في المدينة أسير مسلم الَّا ما قيل من ان المراد منه المحبوس ، وقد صرّح كثير من المفسرين بأن المراد أسارى المشركين وان كان لفظ الأسير يشمل المحبوس أيضا . وعلى كل حال هذه الآية مدحتهم لإطعامهم وإيثارهم وإخلاصهم مع عدم وجوبه عليهم لما تقدم من ان الواجب من بيت المال كما صرّح به في رواية في المحبوسين . ومن الواضح اشتمال الروايات على المراتب الندبية كقوله عليه السلام : « أحسن إليه وارحمه » و « أحسنوا إساره » وكقوله عليه السلام : « طيبتم مطعمه » في الحديث ولكن في رواية ابن علوان : الإحسان إليه حقّ واجب وفي أخرى : يجب . الإرفاق به ويحتمل ان يكون ذلك لبيان شدّة المطلوبية .
[1] من لطائف البحث أنه مدحهم بأنهم يطعمون الأسير لوجه اللَّه وان العمل محبوب عند اللَّه ومقرّب له وموجب لوقايتهم من شرّ ذلك اليوم مع انّ الأسير كان كافرا ومشركا عدوّا للَّه تعالى