لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها » . [1] . تشير هذه الآية إلى ذمّ المسلمين في أخذهم الأسرى في بدر وهددهم اللَّه تعالى على أخذهم الأسرى بقوله : « لَوْ لا كِتابٌ مِنَ الله سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ » [2] ويعاتبهم عتابا شديدا كما أن الآية الثانية تصرّح بوجوب قتل الأعداء إلى الإثخان ، وبعده يرخّص في شدّ الوثاق ويؤكد ذلك بقوله : « ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى » لأنه ليس من شأن الأنبياء العظام عليهم السلام أخذ الأسير قبل الإثخان في الأرض ، وكان هذا حكم عام في جميع الأنبياء الذين قاتلوا كما تقدّم ، فذلك سنة إلهيّة جارية في جميع الأنبياء عليهم السلام ويؤكد أيضا بانّ عدم قتل الأعداء واستبقاءهم إرادة وطلب لعرض الدنيا واللَّه سبحانه يريد الآخرة الباقية ببقاء دينه وتمكَّنه في الأرض . « ان من المجرّبات التي لا شك فيها ، ان الإثخان في قتل الأعداء في الحرب سبب من أسباب الإثخان في الأرض أي التمكن والقوّة وعظمة السلطان فيها ، وقد يحصل هذا الإثخان بدون ذلك أيضا يحصل بإعداد كل ما يستطاع من القوى الحربية ومرابطة الفرسان والاستعداد التام للقتال الذي يرهب الأعداء . وقد يجتمع السببان فيكمل بهما إثخان العزّة