responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 527


القول في لحم البقر أما لحم البقر فإنه إذا قيس إلى لحم الضأن [1] وغيرها ، كان يبسه ظاهرا وجفافه بينا ، لان يبسه أكثر من يبس الماعز بالطبع . ولذلك صار الدم المتولد عنه غليظا عكرا أسود سوداويا . ولهذه الجهة كثر غذاؤه وبعد انهضامه وعسر انحلاله ، وصار حابسا للبطن . ومن فعله أنه متى وافى مزاج المستعمل له سوداويا ، ولد غلظا في الطحال ، وأورث الحمى المعروفة بالربع ، وأفسد مزاج البدن كله بدءا ثم آل بصاحبه إلى الاستسقاء اللحمي . وكثيرا ما يعرض للمدمنين عليه من مزاجه سوداوي ، الجرب السمج القبيح والقوابي والداء المعروف بداء الفيل والسرطانات والجذام والعلة التي يقشر الجلد منها ، إلا أن غذاءه يختلف في جودته ورداءته وسرعة انهضامه وإبطائه على حسب اختلاف سنه ، وذلك أن منه الرضيع ، ومنه ما هو بعد في النشوء قريب العهد بالميلاد واللبن ، ومنه الفتي المعتدل البعيد العهد بالميلاد ، ومنه الهرم الطاعن في السن .
فما كان رضيعا كان غذاؤه محمودا وانهضامه حسنا لان جوهره أزيد حرارة وأكثر رطوبة . ولذلك صار الغذاء المتولد عنه خارجا عن طبع المرة السوداء ، داخلا في طبيعة الدم لقربه من الميلاد واكتسابه الحرارة والرطوبة من اللبن . ولهذه الجهة صار محمودا سريع الانهضام محدرا للمرة الصفراء من المعدة ، وبخاصة متى وافى مزاج المستعمل له محرورا والناقهين من الأمراض فإنه ، وإن كان غير ضار بهم لاعتدال مزاجهم ، فإن غذاءه يثقل عليهم لأنه أغلظ من قوة احتمالهم على هضمه .
وما كان منه بعد ( 2 ) في النشوء قريب العهد بالميلاد والرضاع ، فإنه أقل رطوبة من الرضيع وأبعد منه انهضاما وانحدارا من المعدة ، وأقوى على حبس البطن ، إلا أن الدم المتولد عنه غير مذموم لقوة حرارته الغريزية وليانة لحمه ورخاوته لقربه بعد من الميلاد واللبن . ولذلك صار إذا طبخ بالخل وتحست



[1] بعدها في الأصل . ( 3 ) في الأصل : بعيد .

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست