responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 293


الادمان عليه أن يورثه قولنجا يعسر انحلاله . وأما على سبيل الدواء ، فإن استعماله على الريق أفضل لا محالة لان استعماله بعد الطعام يطلق البطن ، وزائد في ضعف المعدة لأنه بإفراط قبضه ، يجمع أعلى المعدة ويقهر القوة الماسكة التي في أسفلها .
وأما القابض فلانه مركب من جوهر أرضى وجوهر مائي ، صار ألطف وأعدل وأكثر غذاء لان رطوبته أرق وأزيد ، وجسمه ألين . ولذلك صار إضراره بالمعدة أقل ، واستغنى عما يلطفه ويلينه ويعين على هضمه لأنه يقوم مقام العفص المدبر .
وأما المز ، فلغلبة الحموضة عليه صار أرق وألطف وأخف على المعدة وأقمع لحدة الصفراء وأكثر تسكينا للعطش . ولذلك صار أحمد في قطع القئ . وأما قطع الاسهال ، فإن فعله فيه أضعف من فعل العفص والقابض جميعا .
فإن قال قائل : فلم صار الحامض أحمد في تسكين العطش من العفص ، والعفص أبرد منه والأبرد أولى بقطع العطش من غيره ! قلنا له : إن العطش لا ينفك من جوه ثلاثة : لأنه لا يخلو من أن يكون إما عن جفاف في أعضاء بعيدة عن المعدة قد لزمتها حرارة نارية ، وإما عن حرارة قوية في نفس المعدة ، وإما عن بلغم مالح بورقي . فمن أي الجهات كان العطش ، فالحامض أفعل منه وأفضل لان رطوبته لطيفة هوائية لذيذة عند الحاسة ، ولا سيما إذا كانت مائلة إلى المرار ، فإن كان العطش عن حرارة في أعضاء نائية عن المعدة ، كان في لطافة رطوبة الحامض ما نفع ويفتح ويطرق وينفذ في باطن العروق ، ويصل إلى الأعضاء المحتاجة إلى التبريد ويقمع حدة حرارتها ويبردها عن غير تجفيف . وإن كان العطش عن حرارة في جرم المعدة ، سالت رطوبة الحامض برقتها ولطافتها ، وحالت في المعدة ومازجت البخار وقمعت حدته وسكنت حره . وإن كان العطش عن بلغم مالح ، مازجته الرطوبة أيضا وحللته وأذابته وكسرت حدة ملوحته وأفسدت خاصتها وفعلها ، إذ كانت الحموضة تقوم للملوحة مقام الضد للضد ، يفعل كل واحد منهما في خاصته ويزيل خاصته ويفسد فعله كما بينا وأوضحنا في المقالة الأولى من كتابنا هذا .
والشئ العفص فليس كذلك لان رطوبته أغلظ وأعسر انهضاما وأبعد من النفوذ في العروق والوصول إلى الأعضاء النائية عن المعدة لغلبة الأرضية المحضة عليها . ولذلك صار إذا كان العطش عن حرارة في الأعضاء النائية عن المعدة ، وامتنعت الرطوبة عن السلوك في العروق لغلظها وأرضيتها ، لم تصل إلى موضع الحرارة ، ولم تفعل فيها لبعدها منها وثبت العطش ولم يسكن . وإن كان العطش عن حرارة في المعدة ، خففت العفوصة البخار ومنعت من تحليله ، وكان ذلك زائدا في اجتماعه واكتنازه وقوة فعله . وإن كان العطش عن بلغم مالح ، جمعت العفوصة أجزاء البلغم ومنعت من انحلاله ، وصار ذلك سببا لشدة قوته وزيادة فعله .
فإن قال قائل : فلم لا قلت على ما شرطته بدءا : لان العفوصة إذا وافت في المعدة بلغما

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست