responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 253


العصارة مشوب برطوبة مائية . ولذلك صار متى أخذ الانسان من لبن الخشخاش المعروف بالأفيون مقدار حبة الكرسنة ، أخدر الحاسة ومنعها من الحس بالأوجاع ، وسكن الآلام ، وفعل في السعال والاسهال أضعاف فعل البزر وجلب نوما قويا شديد الاستغراق ، وبخاصة متى زيد في مقدار ما يؤخذ منه ، فإن عمل منه فتيلة واحتملت من أسفل ، جلبت نوما معتدلا . وإن أخذ منه شئ يسير وخلط بدهن الورد ومسح على الجبين والأصداغ ، سكن الصداع الصفراوي المحض السليم من النوازل والرطوبات . وإن خلط بدهن لوز وشئ من زعفران ، وعمل منه لطوخا ، أسكن أوجاع النقرس الحار المري ، وإن شرب منه المقدار الكثير ، استغرق نور الحرارة الغريزية وأخمدها من قرب . ولذلك صار قاتلا لمن ضعفت حرارته الغريزية ، وغلب على مزاجه حرارة عرضية ، ولمن قد أخلط عقله عليه ، على ما بينا [1] آنفا .
وقد يغش بضروب من الغش ، لان من الناس من يغشه بعصارة الخس البري ، ومنهم من يغشه بعصارة شياف ماميثا ، ومنهم من يغشه بالصمغ العربي . والذي يغش بعصارة الخس البري ، فإن لمسه يكون خشنا ورائحته ضعيفة . والذي يغش بعصارة الشياف ماميثا ، فإنه إذا أديف [2] في الماء ، صارت له رائحة كرائحة الزعفران - وفى نسخة أخرى أن الذي يغش بعصارة الشياف يصير له لون كلون الزعفران - . والذي يغش بالصمغ يكون لونه صافيا براقا ضعيف القوة جدا . ومن الناس من يبلغ به الحنث إلى أن يغشه بالشحم ، وقد يقلى على خرقة جديدة إلى أن يلين لونه إلى الحمرة الياقوتية ، ويدخل في إكحال العين . وحكى دياغورس عن سلسطراطس أنه لم يكن يرى استعماله في أدوية العين والاذن ، لأنه كان عنده يضعف البصر ويثقل السمع ويشتت . وكان أندريا أوس يزعم : أن لبن الخشخاش لولا أنه يغش ، لكان يعمي من اكتحل به .
وأما قشر الخشخاش ، فإنه إذا طبخ وحمل على الرأس منه مقدار معتدل ، جلب نوما معتدلا .
وإذا أكثرت منه ، أحدث سباتا .
وأما الخشخاش البري ، فهو أشد كراهة من الخشخاش البستاني جدا ، وأقوى فعلا ، ولذلك صار لا يمكن الانسان أن يستعمله وحده فيسلم من أذيته ، لأنه ينوم تنويما قويا ويفسد الحاسة . وهو على ضربين : لان منه نوع يعرف بالمسن ، لان زهره ينتثر ويتساقط بسرعة ، ورمانه إلى الاستدارة ما هو ، وحبه أغزر وأسمن . ومنه نوع آخر يعرف بالذائب ، لان لبنه يذوب ويسيل ويجري منحدرا إلى أسفل . ولذلك صار رمانه إلى الطول ما هو ، وحبه أهزل وأكثر سلالا . أما طول رمانه ، فلسيلان رطوبته إلى أسفل ، ولذلك صار حبه هزيلا من قبل أن رطوبته المغذية لما كانت دائمة الهبوط إلى الأغصان ، قل غذاؤه وكثر سيلانه . وأما بزره فيبلغ من قوته أن يخدر خدرا شديدا ويميت الحس ويفسده ، ولذلك صار الحذاق من



[1] ( بينا ) ساقطة من الأصل . وأثبتناها من ذيل الصفحة السابقة على التي تبدأ بها .
[2] داف الشئ : بله بماء ونحوه : خلطه ، وأكثر ما يكون في الدواء والطيب .

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست