وهناك أيضاً كتاب التيسير لابن زهر الأندلسي ، الذي عاش في القرن السادس للهجرة ، وقد استفاد منه الإفرنج في نهضتهم الحديثة [1] ويقول بروكلمان عن كتاب الزهراوي المنسوب إلى الزهراء ضاحية في قرطبة ، والمتوفي سنة 1023 : « والحق أن الأجيال التالية احتفلت احتفالاً خاصاً بالجزء المفرد للجراحة في هذا الكتاب بما يشتمل عليه من وصف مفصل للآلات الجراحية ، فنقل إلى اللاتينية في القرن الخامس عشر ، ونشر في طبعات عدة » [2] . هذا . . وبمراجعة بسيطة إلى لوائح مؤلفات الأطباء المسلمين والفروع التي تطرقوا إليها يعرف إلى أي حد بلغ الطب عندهم في تشعباته وفروعه المختلفة . . ويكفي أن نذكر أن البعض يعتبر أنه بعد أن شرع المسلمون يعملون مستقلين ، برز عطاؤهم المبتكر بصورة خاصة في حقل التطبيب ، وفي الرياضيات والجغرافيا [3] . وقد فاته أنهم قد برز عطاؤهم المبتكر في غير ذلك من العلوم أيضاً كالكيمياء وغيرها ، وقد يكون من بينها ما أبدعوا فيه أكثر من إبداعهم في هذه العلوم التي أشار إليها . وأخيراً . . فإن گوستاف لوبون يقول : بما أن الكتب الطبية العربية قد ترجمت عموماً إلى اللغات الأوروبية ، فإنها لم تتعرض للضياع كثيراً ، كما كان الحال بالنسبة لسائر الكتب [4] .
[1] تاريخ التمدن الإسلامي ، المجلد الثاني ص 200 . [2] تاريخ الشعوب الإسلامية ص 314 . [3] موجز تاريخ الشرق الأدنى ص 191 . [4] تمدن وإسلام وعرب ص 608 .