responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1767

على تقدير وحدة الوجود و حقيقة ما عينه متعيّنة بنفسها على تقدير تعدّده، فالوجود الحقيقي على كلا التقديرين هو الوجود القائم بنفسه الواجب لذاته، و الوجود يطلق على هذين المعنيين. قال الشيخ في إلهيات الشفاء لكلّ أمر حقيقة هو بها ما هو، فللمثلث حقيقة أنّه مثلث، و للبياض حقيقة أنّه بياض، و ذلك هو الذي ربّما سمّيناه الوجود الخاص، و لم يرد به معنى الوجود الانتزاعي، فإنّ لفظ الوجود يدلّ به على معان كثيرة. و لا شكّ أنّ تصوّر الوجود الانتزاعي بالكنه بديهي ضرورة أنّ كنهه ليس إلّا ما يرتسم في الذهن عند انتزاعه عن الماهيات و فهمه من الألفاظ الدالة عليه، إذ لا نعني بكنهه غيره، و تصوّر الوجود الحقيقي بالكنه غير ممكن، أو كسبي فإنّه إن كان جزئيا حقيقيا و واجبا لذاته فتصوّره ممتنع و إلّا فكسبي. ثم لا يخفى أنّ بعد تصوّر الشي‌ء بالكنه لا يمكن تعريفه بالرسم إذ بعد تصوّره بالكنه لا يقصد تصوره إلّا بوجه آخر، فلا يكون المعرّف حينئذ في الحقيقة ذلك الشي‌ء، و لا يكون التعريف تعريفا له بل يكون المعرّف هو الشي‌ء الموجود مع الوصف و التعريف تعريف له. فعلى تقدير أن يكون تصوّر الوجود بالكنه لا يمكن تعريفه إلّا تعريفا لفظيا فتأمّل انتهى. و يؤيّد إطلاق الوجود على المعنيين المذكورين ما في شرح إشراق الحكمة حيث قال: الوجود يطلق بإزاء الروابط كما يقال زيد يوجد كاتبا، فإنّه عبارة عن نسبة المحمول إلى الماهية الخارجية إلى الموضوع بالوجود أعني سيوجد مكان ما كان يعبر عنه هو، و قد يقال على الحقيقة و الذات كما يقال ذات الشي‌ء و حقيقته و وجود الشي‌ء و عينه و نفسه أي ذاته انتهى كلامه.

التقسيم:

اعلم أنّ الوجود ينقسم إلى العيني أي الخارجي و إلى الذهني حقيقة و إلى اللفظي و الخطّي مجازا إذ ليس في اللفظ و الخط من الإنسان التشخّص و لا الماهية كما في الخارج و الذهن، بل الاسم في اللفظي و صورته في الخطي، و كلّ من الموجود العيني و الذهني يستعمل لمعنيين كما في بعض حواشي شرح المطالع: أحدهما أنّ الموجود الخارجي ما يكون اتصافه بالوجود خارج الذهن و الموجود الذهني هو ما يكون اتصافه بالوجود في الذهن.

و أما قولهم تارة من أنّ النسبة من الأمور الخارجية و أخرى بأنّها ليست من الأمور الخارجية فيمكن التطبيق بينهما بأنّه لا شكّ في الفرق بين كون الخارج ظرفا لنفس الشي‌ء و بين كونه ظرفا لوجوده. فإنّ قولنا زيد موجود في الخارج جعل فيه الخارج ظرفا لنفس الوجود و هو لا يقتضي وجود المظروف و إنّما يقتضي وجود ما جعل ظرفا لوجوده. فالموجود في هذه الصورة زيد لا وجود زيد. ففي قولنا زيد قائم في الخارج جعل الخارج ظرفا لنفس ثبوت القيام لزيد، فاللازم كون القيام ثابتا في الخارج بثبوت لغيره لا بثبوت له. و بالجملة فالمعتبر في كون الموجود خارجيا كون الخارج ظرفا لوجوده لا لنفسه و في الذهني كون الذهن ظرفا لوجوده.

فمتى قيل إنّ النسبة من الأمور الاعتبارية أريد أنّ الخارج ليس ظرفا لوجودها. و متى قيل إنّها من الأمور الخارجية أريد أنّ الخارج ظرف لنفسها، و كذا الحال في كون الشي‌ء موجودا في الواقع و نفس الأمر. و قال صاحب الأطول في بحث صدق الخبر: و نحن نقول الخارجي اسم للأمر الموجود في الخارج كالذهني الذي هو اسم للأمر الموجود في الذهن، و معنى كون الشي‌ء موجودا في الخارج و الأعيان أنّه واحد منها أو في عدادها، فظرفية الخارج للوجود مسامحة إذ الوجود ليس في عداد الأعيان.

و معنى زيد موجود في الخارج أنّ وجوده في وجود الخارج و في عداد وجوداته، فليس‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1767
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست