نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1750
حرف الواو (و)
الواحديّة:
[في الانكليزية]Monism
[في الفرنسية]Monisme
بياء النسبة هي عند الحكماء عبارة عن عدم قسمة الواجب لذاته إلى
الجزئيات. قال مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف في أبحاث الوجود: الحكماء عبّروا عن
عدم قسمة الواجب لذاته إلى الأجزاء بالأحدية كما عبّروا عن عدم قسمته إلى الجزئيات
بالواحدية، و ربّما عبّروا عنه بأنّه ليس له سبب منه، كما عبّروا عن عدم احتياجه
إلى الفاعل، و الغاية و المحل و المادة بأن ليس له سبب و سبب له و سبب فيه و سبب
عنه انتهى كلامه. و عند الصوفية عبارة عن مجلى ظهرت الذات فيها صفة و الصفة ذاتا،
فبهذا الاعتبار ظهر كلّ من الأوصاف عين الأخرى.
فالمنتقم فيها عين اللّه و اللّه عين المنتقم و المنتقم المنعم عين
اللّه و اللّه المنعم، و كذلك إذا ظهرت الواحدية في النعمة نفسها عينها كانت
النعمة التي هي الرحمة عين النقمة و النقمة التي هي العذاب عين النعمة، كلّ هذا
باعتبار ظهور الذات في الصفات و في آثارها، فكلّ شيء مما ظهر فيه الذات بحكم
الواحدية هو عين الآخر و لكن باعتبار التجلّي الواحدي لا باعتبار إعطاء كلّ ذي حقّ
حقّه، و ذلك هو التجلّي الإلهي.
اعلم أنّ الفرق بين الأحدية و الواحدية و الألوهية أنّ الأحدية لا
يظهر فيها شيء من الأسماء و الصفات و الواحدية يظهر فيها الأسماء و الصفات مع
مؤثّراتها لكن بحكم الذات لا بحكم اقترانها، فكلّ منها فيه عين الآخر، و الألوهية
تظهر فيها الأسماء و الصفات بحكم ما يستحقّه كلّ واحد من الجميع و يظهر فيها أنّ
المنعم ضدّ المنتقم و المنتقم ضدّ المنعم، و كذلك باقي الأسماء و الصفات حتى الأحدية
فإنّها تظهر في الألوهية بما يقتضيه حكم الأحدية، و الواحدية بما يقتضيه حكم
الواحدية، فيشتمل الألوهية بمجلاها أحكام جميع المجالي، فهي مجلى أعطى كلّ ذي حقّ
حقّه، و الأحدية مجلى كان اللّه و لم يكن معه شيء، و الواحدية مجلى قوله و هو
الآن على ما عليه كان. قال اللّه تعالى كُلُّ شَيْءٍ
هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[1].
فلذا كانت الأحدية أعلى من الواحدية لأنّها ذات محض و كانت الألوهية أعلى من
الأحدية لأنّها أعطت الأحدية حقّها، إذ حكم الألوهية إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، فكانت
أعلى الأسماء و أجمعها و أعزّها و فضلها على الأحدية كفضل الكلّ على الجزء، و فضل
الأحدية على باقي المجالى الذاتية كفضل الأصل على الفرع و فضل الواحدية على باقي
المجالي كفضل الجمع على الفرق، كذا في الإنسان الكامل.