responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1717

أريد بعضها دخل فيه صور البسائط و المعدنيات إذ يصدر عنها بعض ما يصدر عن الأحياء.

و أجيب بأنّ المراد البعض و صور المعدنيات و البسائط خارجة بقيد الآلي فإنّها تفعل أفعالها بلا توسّط آلة بينها و بين آثارها. هذا لكن الشيخ ذكر في الشفاء أنّ النفس اسم لمبدإ صدور أفاعيل ليست على وتيرة واحدة عادمة للإرادة و لا خفاء في أنّه معنى شامل للنفوس كلّها على المذهبين لأنّ ما يكون مبدأ لأفاعيل موصوفة بما ذكر، إمّا أن يكون مبدأ لأفاعيل مختلفة و هو النفس الأرضية أو يكون مبدأ لأفاعيل لا على وتيرة واحدة عادمة للإرادة، بل يكون مختلفة و مع الإرادة على رأي و على وتيرة واحدة و مع الإرادة على الصحيح.

فائدة:

النفس لها اعتبارات ثلاثة و أسماء بحسبها، فإنّها من حيث هي مبدأ الآثار قوة و بالقياس إلى المادة التي تحملها صورة و بالقياس إلى طبيعة الجنس التي بها تتحصّل و تتكمل كمال، و تعريف النفس بالكمال أولى من الصورة إذ الصورة هي الحالة في المادة و النفس الناطقة ليست كذلك لأنّها مجرّدة فلا يتناولها اسم الصورة إلّا مجازا من حيث إنّها متعلّقة بالبدن لكنها مع تجرّدها كمال للبدن كما أنّ الملك كمال للمدينة باعتبار التدبير و التصرّف و إن لم يكن فيها و كذا تعريفها بالكمال أولى من القوة لأن القوة اسم لها من حيث هي مبدأ الآثار و هو بعض جهات المعرّف و الكمال اسم لها من حيث يتمّ بها الحقيقة النوعية المستتبعة لآثارها، فتعريفها به تعريف من جميع جهاتها.

فائدة:

للنفس النباتية قوى منها مخدومة و منها خادمة و تسمّى بالقوى الطبيعية، و كذا للنفس الحيوانية قوى و تسمّى قواها التي لا توجد في النبات نفسانية و منها مدركة و غير مدركة، و كذا للنفس الناطقة و تسمّى قواها المختصة بها قوة عقلية. فباعتبار إدراكها للكلّيات تسمّى قوة نظرية و عقلا نظريا، و باعتبار استنباطها لها تسمّى قوة عملية و عقلا عمليا، و لكلّ من القوة النظرية و العملية مراتب سبق ذكرها في لفظ العقل.

فائدة:

النفوس الإنسانية مجرّدة أي ليست قوة جسمانية حالة في المادة و لا جسما بل هي لإمكانية لا تقبل الإشارة الحسّية و إنّما تعلّقها بالبدن تعلّق التدبير و التصرّف من غير أن تكون داخلة فيه بالجزئية أو الحلول، و هذا مذهب الفلاسفة المشهورين من المتقدمين و المتأخّرين، و وافقهم على ذلك من المسلمين الغزالي و الراغب و جمع من الصوفية المكاشفة، و تعلّقها بالبدن تعلّق العاشق بالمعشوق عشقا جبلّيا لا يتمكّن العاشق بسببه من مفارقة معشوقه ما دامت مصاحبته ممكنة. ألا ترى أنّها تحبه و لا تكرهه مع طول الصحبة و تكره مفارقته، و سبب التعلّق توقّف كمالاتها و لذّاتها الحسّيتين و العقليتين على البدن، فإنّ النفس في مبدأ الفطرة عارية عن العلوم قابلة لها متمكّنة من تحصيلها بالآلات و القوى البدنية. قال تعالى‌ وَ اللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ [1] و هي تتعلّق بالروح الحيواني أولا أي بالجسم اللطيف البخاري المنبعث عن القلب المتكوّن من ألطف أجزاء الأغذية، فيفيض من النفس على الروح قوة تسري بسريان الروح إلى أجزاء البدن و أعماقه فتثير تلك القوة في كلّ عضو من أعضاء البدن ظاهرة و باطنة قوى تليق بذلك العضو و يكمل بالقوى المثارة في ذلك العضو نفعه كل ذلك‌


[1] النحل/ 78

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1717
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست