responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1609

مخالفة، لكن في كون المعنيين من مصطلحات النحاة نظرا، إذ قد صرّح في العضدي أنّ المعنى الثاني للمفرد و هو ما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه من مصطلحات المنطقيين. و قال المحقّق التفتازاني في حاشيته إنّه لا يمتنع عند النحاة دلالة جزء الكلمة الواحدة على شي‌ء في الجملة. فنحو يضرب و أخواته مفرد عندهم و يؤيّده ما في الفوائد الضيائية حيث قال: و لا يخفى على الفطن العارف بالغرض من علم النحو أنّه لو كان الأمر بالعكس بأن يجعل نحو عبد اللّه علما مركّبا، و نحو قائمة و بصري مفردا لكان أنسب انتهى. و قال المولوي عبد الغفور في حاشيته: الغرض من النحو معرفة أحوال اللفظ و تصحيح إعرابه، فإهمال جانب اللفظ و الميل إلى جانب المعنى لا يلائم ذلك الغرض، و لا يخفى أنّ ذلك الإهمال لا يجري في كلّ ما يعدّ لشدّة الامتزاج لفظة واحدة و أعرب بإعراب بل فيما أعرب بإعرابين كعبد اللّه انتهى.

قال المنطقيون المفرد هو اللفظ الموضوع الذي لا يقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه، سواء لم يكن له جزء كهمزة الاستفهام أو كان له جزء و لم يدلّ على معنى كزيد أو كان له جزء دالّ على معنى و لا يكون ذلك المعنى جزء المعنى المقصود كعبد اللّه علما، فإن العبد معناه العبودية و هو ليس جزء المعنى المقصود و هو الذات المشخّصة و كذا لفظ اللّه، أو كان له جزء دالّ على جزء المعنى المقصود و لم يكن دلالته مقصودة كالحيوان الناطق علما لإنسان فإنّ معناه حينئذ الماهية الإنسانية مع التشخّص و الحيوان فيه مثلا دالّ على جزء الماهية الإنسانية. لكن ليست تلك الدلالة مقصودة حال العلمية، بل المقصود هو الذّات المشخّصة، و يقابله المركّب تقابل العدم و الملكة و هو ما يقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه كرامي الحجارة و قائمة و بصري و يضرب و نحوها، و إنّما لم يجعلوا مثل عبد اللّه علما مركّبا كما جرت عليه كلمة النحاة لأنّ نظرهم في الألفاظ تابع للمعاني فيكون إفرادها و تركيبها تابعين لوحدة المعاني و كثرتها بخلاف النّحاة، فإنّ نظرهم إلى أحوال الألفاظ، و قد جرى على مثله علما أحكام المركّبات حيث أعرب بإعرابين كما إذا قصد بكل واحد من جزئه معنى على حدّة. لا يقال تعريف المركّب غير جامع و تعريف المفرد غير مانع لأنّ مثل الحيوان الناطق بالنظر إلى معناه البسيط التضمّني أو الالتزامي ليس جزؤه مقصود الدلالة على جزء ذلك المعنى فيدخل في حدّ المفرد، و يخرج عن حدّ المركّب لأنّا نقول المراد بالدلالة في تعريف المركّب هي الدلالة في الجملة و بعدم الدلالة في المفرد انتفاؤها من سائر الوجوه، فالمركّب ما يكون جزؤه مقصود الدلالة بأيّ دلالة كانت على جزء ذلك المعنى، و حينئذ يندفع النقض لأنّ مثل الحيوان الناطق و إن لم يدل جزؤه على جزء المعنى البسيط التضمني لكنّه يدلّ على جزء المعنى المطابقي، و يلزمهم أنّ نحو ضارب و مخرج و سكران مما لا ينحصر من الألفاظ المشتقة مركّب لأنّ جوهر الكلمة جزء منه، و ما ضمّ إليه من الحروف و الحركات جزء و كلّ من الجزءين يدلان على معنى مختصّ به. و اعتذر الجمهور عنه بأنّ المراد بالأجزاء ألفاظ أو حروف أو مقاطع مسموعة مترتّبة متقدّم بعضها على بعض، و المادة مع الهيئة ليست كذلك، و أنت خبير بأنّ هذا إرادة ما لا يفهم من اللفظ و لا نعني بفساد الحدّ سوى هذا.

التقسيم:

المفرد عند النحاة إما اسم أو فعل أو حرف و قد سبق تحقيقه في لفظ الاسم. و قال المنطقيون المفرد إمّا اسم أو كلمة أو أداة لأنّه‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1609
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست