responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1576

على الماء لم يكن نازلا منزلة التصديق من اللّه و ليس بشي‌ء، لأنّ قدرته مع عدم قدرة غيره عادة معجزة. الثالث أن يتعذّر معارضته فإنّ ذلك حقيقة الإعجاز. الرابع أن يكون ظاهرا على يد مدّعى النّبوّة ليعلم أنه تصديق له. و هل يشترط التصريح بالتحدّي و طلب المعارضة كما ذهب إليه البعض؟ الحقّ أنّه لا يشترط بل يكفي قرائن الأحوال مثل أن يقال له إن كنت نبيا فاظهره معجزا ففعل. الخامس أن يكون موافقا للدعوى. فلو قال معجزتي أن أحيي ميتا ففعل خارقا آخر لم يدل على صدقه لعدم تنزّله منزلة تصديق اللّه إيّاه. السادس أن لا يكون المعجز مكذّبا له، فلو قال معجزتي أن ينطق هذا الضّبّ فقال إنّه كاذب لم يدل على صدقه بل ازداد اعتقاد كذبه لأنّ المكذّب هو نفس الخارق. أما إذا قال معجزتي أن أحيي هذا الميت فأحياه فكذّب الميت له ففيه احتمالان، و الصحيح أنّه معجزة لأنّ المعجزة هي إحياؤه و هو غير مكذّب له، و الحيّ بعد الحياة يتكلّم باختياره ما يشاء.

و قيل عدم كونه معجزة إنّما هو إذا عاش بعد الإحياء زمانا و استمر على التكذيب و لو خرّ ميتا في الحال بطل الإعجاز لأنّه كان أحيي للتكذيب فصار كتكذيب الضّبّ. و الصحيح أنّه لا فرق لوجود الاختياري في الصورتين، و الظاهر أنّه لا يجب تعيين المعجز بل يكفي أن يقول أنا آتي بخارق من الخوارق و لا يقدر أحد أن يأتي بواحد منها. و في كلام الآمدي أنّ هذا متّفق عليه. قال فإذا كان المعجز معيّنا فلا بدّ في معارضته من المماثلة، و إذا لم يكن معيّنا فأكثر الأصحاب على أنّه لا بدّ فيها من المماثلة.

و قال القاضي لا حاجة إليها و هو الحقّ لظهور المخالفة فيما ادعاه و هو أنا آتي بخارق الخ؛ فإذا أتى غيره بخارق و إن لم يكن مماثلا لما أتاه فقد ظهر المخالفة فيما ادّعاه و تحقّق المعارضة. السابع أن لا يكون المعجز متقدّما على الدعوى بل مقارنا لها لأنّ التصديق قبل الدعوى لا يعقل. فلو قال معجزتي ما قد ظهر على يدي قبل لم يدل على صدقه و يطالب بالإتيان بعد الدعوى، فلو عجز كان كاذبا قطعا. و أمّا المتأخّر عن الدعوى فإمّا أن يكون تأخّره بزمان يسير معتاد مثله، فظاهر أنّه دالّ على صدقه، أو بزمان متطاول مثل أن يقول معجزتي أن يحصل كذا بعد شهر فحصل فاتفقوا على أنّه معجز، لكن اختلفوا في وجه دلالته.

فقيل إخباره عن الغيب فيكون المعجز مقارنا للدعوى لكن تخلّف عنها علمنا بكونه معجزا.

و قيل حصوله فيكون متأخّرا عن الدعوى. و قيل يصير قوله أي إخباره معجزا عند حصول الموعود به فيكون المعجز على هذا القول متأخّرا باعتبار صفته أعني كونه معجزا. و الحقّ أنّ المتأخّر هو علمنا بكونه معجزا.

فائدة:

اختلفوا في كيفية حصولها. المذهب عندنا معاشر الأشاعرة أنّه فعل الفاعل المختار و هو اللّه سبحانه يظهرها على يد من يريد تصديقه.

و قال الفلاسفة إنّها تنقسم إلى ترك و قول و فعل. أما الترك فمثل أن يمسك عن القوت المعتاد برهة من الزمان بخلاف العادة، و سببه انجذاب النفس الزكية عن الكدورات البشرية إمّا لصفاء جوهرها في أصل فطرتها و إمّا لتصفيتها بضرب من المجاهدة و قطع العلائق متعلّق بالانجذاب إلى عالم القدس و اشتغالها بذلك عن تحليل مادة البدن، فلا يحتاج إلى البدن كما يشاهد في المرضى من أنّ النفس لاشتغالها بمقاومة المرض تمنع عن التحليل فتمسك عن القوت مدة. و أمّا القول فكالأخبار بالغيب، و سببه انجذاب نفسه التّقية عن الشواغل البدنية إلى الملائكة السماوية و انتقاشها بما فيها من الصور، و انتقال الصورة إلى المتخيّلة و الحسّ المشترك. و أمّا الفعل فبأن يفعل فعلا لا يفي به‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1576
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست