responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1520

الأول عبارة عن تخلّع صورة و تلبّس صورة متوسّطة، و على الثاني تخلّع صورة و تلبّس صورة نوعية للمركّب.

التقسيم:

المزاج ينقسم إلى معتدل و غير معتدل، و لهذا التقسيم وجهان: الأول أن يفسّر المعتدل بما يكون بسائطه متساوية كما و كيفا حتى يحصل كيفية عديمة الميل إلى الأطراف المتضادة فيكون حينئذ على حاق الوسط بينها و يسمّى معتدلا حقيقيا مشتقا من التعادل بمعنى التكافؤ هو لا يوجد في الخارج إذ أجزاؤه متساوية فلا يفسّر بعضها بعضا على الاجتماع، و طبائعها داعية إلى الافتراق قبل حصول الفعل و الانفعال، و إنّما اعتبر التساوي كما و كيفا لأنّ امتناع وجوده مبني على تساوي ميول بسائطه، و لا بدّ فيه من تساوي كمياتها لأنّ الغالب في الكمّ يشبه أن يكون غالبا في الميل، و ليس هذا وحده كافيا في ذلك التساوي لأنّ الميول قد تختلف باختلاف الكيفيات مع الاتحاد في الحجم كما في الماء المغلي بالنار و المبرّد بالثلج فإنّ ميل الثاني بسبب الكثافة و الثّقل اللازمين من التبرّد أشدّ و أقوى من ميل الأول، و ربما يكتفى في تفسير المعتدل الحقيقي باعتبار تساوي الكيفيات وحدها في قوتها و ضعفها لأنّ ذلك هو الموجب لتوسط الكيفية الحادثة من تفاعلها في حاق الوسط بينها. و إذا عرفت هذا فنقول المزاج إمّا معتدل حقيقي أو غير معتدل، و غير المعتدل منحصر في ثمانية لأنّ خروجه عن الاعتدال إمّا في كيفية مفردة و هو أربعة أقسام:

الخارج عن الاعتدال في الحرارة فقط و هو الحار أو الرطوبة فقط و هو الرطب أو البرودة فقط و هو البارد أو اليبوسة فقط و هو اليابس أو في الحرارة و الرطوبة و هو الحار الرطب أو في البرودة و اليبوسة و هو البارد اليابس أو في الحرارة و اليبوسة و هو الحار. اليابس أو في البرودة و الرطوبة و هو البارد الرّطب، و الأربعة الأول تسمّى أمزجة مفردة و بسيطة، و الثواني مركّبة. و الثاني أن يفسّر المعتدل بما يتوفّر عليه من كميات العناصر و كيفياتها القسط الذي ينبغي له و ما يليق بحاله و يكون أنسب بأفعاله، مثلا شأن الأسد الجرأة و الإقدام و شأن الأرنب الخوف و الجبن فيليق بالأول غلبة الحرارة و بالثاني غلبة البرودة، و تسمّى معتدلا فرضيا و طبيا و هو الذي يستعمله الأطباء في مباحثهم، و هو مشتقّ من العدل في القسمة، فهو من أحد الأقسام الثمانية للخارج عن المعتدل الحقيقي لميله إلى أحد الطرفين و يقابله غير المعتدل الطبّي، و هو ما لم يتوفّر عليه من العناصر بكمياتها و كيفياتها القسط الذي ينبغي له، و هو أيضا من أحد الأقسام الثمانية للخارج عن المعتدل الحقيقي، و كلّ من القسمين ثمانية أقسام. فالمعتدل الطبّي قد يعتبر بالنسبة إلى النوع و الصنف و الشخص و العضو و يعتبر كلّ من هذه الأربعة بالنسبة إلى الداخل تارة و إلى الخارج أخرى فلكلّ نوع من المركّبات مزاج لا يمكن أن توجد صورته النوعية إلّا معه، و ليس ذلك المزاج على حدّ واحد لا يتعدّاه و إلّا كان جميع أفراد النوع الواحد كالإنسان مثلا متوافقة في المزاج و ما يتبعه من الخلق و الخلق بل له عرض فيما بين الحرارة و البرودة و بين الرطوبة و اليبوسة ذو طرفين إفراط و تفريط إذا خرج عنه لم يكن ذلك النوع فهو اعتداله النوعي بالنسبة إلى الأنواع الخارجة عنه. فلنفرض أنّ حرارة مزاج الإنسان مثلا لا يزيد على عشرين و لا ينقص من عشرة حتى تكون حرارته متردّدة بين عشر إلى عشرين ففي الإفراط إذا زادت على عشرين لما كان إنسانا بل فرسا مثلا و في التفريط إذا نقصت من عشرة لم يكن إنسانا بل أرنبا مثلا، فلكلّ مزاج حدّان متى فقدهما لم‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1520
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست