نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1516
يرجى برؤه بالتداوي فهو صحيح و إن كان لا يرجى فهو مريض. و قال أبو
جعفر الهندواني [1] إن ازداد كلّ يوم فهو مريض و إن ازداد
مرة و انتقص أخرى فإن مات بعد ذلك بسنة فهو صحيح، و إن مات قبل سنة فهو مريض. و
روى أبو نصر العراقي [2]
عن أصحابنا الحنفية أنّه إن كان يصلّي قاعدا فهو صحيح، و إن كان يصلّي مضطجعا فهو
مريض. و قيل في الخزانة:
و المرأة إذا أخذها الوجع الذي يكون آخر انفصال الولد كالمريضة أمّا
إذا أخذها ثم سكن فغير معتبر، هكذا في البرجندي و جامع الرموز.
التقسيم:
قال الأطباء: المرض إمّا مفرد أو مركّب لأنّه إمّا أن يكون تحقّقه
باجتماع أمراض حتى يحصل من المجموع هيئة واحدة و يكون مرضا واحدا و لا يصدق على
شيء من أجزائه أنّه ذلك المرض، أو لا يكون كذلك، و الأوّل هو المرض المركّب، و
الثاني المرض المفرد.
و معنى الاتحاد أنّ تلك الأنواع تكون موجودة و يلزم من مجموعها حالة
أخرى يقال إنّها مرض واحد كالورم لما فيه من سوء المزاج و سوء التركيب و تفرّق
الاتصال، فلو اجتمعت أمراض كثيرة و لم يحصل للمجموع حالة زائدة يقال إنّها مرض
واحد كالحمّى مع الاستسقاء و السّعال مثلا لم يكن ذلك مركّبا، بل أمراض مجتمعة و
كلّ مرض مفرد فلا يخلو إمّا أن يكون بحيث يمكن عروضه لكلّ واحد من الأعضاء أو لا
يكون كذلك، و الأول يسمّى تفرّق الاتصال و المرض المشترك و انسلال الفرد و العرض
العام و المرض العام أيضا فإنّه يكون في الأعضاء المفردة ككسر العظام و المركّبة
كقطع الإصبع، و الثاني إمّا أن يكون عروضه أولا للأعضاء المتشابهة أي المفردة و هو
مرض سوء المزاج أو للأعضاء الآلية أي المركّبة و هو مرض سوء التركيب و يسمّى مرض
التركيب و مرض الأعضاء الآلية أيضا، و إنّما قلنا أولا في تفسير سوء المزاج لأنّ
سوء المزاج يمكن أن يعرض للأعضاء المركّبة بعد عروضه للمفردة، و المراد بسوء
المزاج أن يحصل فيه كيفية خارجة عن الاعتدال، و لذا لا يمكن عروضه أولا للعضو
المركّب إذ يستحيل أن يكون مزاج الجملة خارجا عن الاعتدال، و أقسامه هي أقسام
المزاج الخارج عن الاعتدال و كلّ واحد من تلك الأقسام إمّا ساذج أو مادي، و المراد
بالساذج الكيفية الحادثة لا عن خلط متكيّف بها موجب لحدوثها في البدن كحرارة من أصابه
الشمس من غير أن يتسخّن خلط منه، و بالمادي ما ليس كذلك، و يقال للأمراض المادية
الأمراض الكلّية كالحمّى الحادثة من سخونة خلط. ثم المادي إمّا أن تكون المادة فيه
ملتصقة بسطح العضو أو تكون غامضة فيه، و الأوّل الملاصق و الثاني المداخل، و
المداخل إمّا أن يفرق الاتصال و هو المورم أولا، و هو غير المورم. و أمّا مرض
التركيب فينقسم إلى أربعة أجناس استقراء الأوّل مرض الخلقة و هو أربعة أقسام لأنّ
كلّ عضو فإنّ شكله و مجاريه و أوعيته و سطحه إذا كان على ما هو واجب كان صحيح
الخلقة، و إذا لم يكن فهو إمّا مرض الشكل بأن يتغيّر شكل العضو عن المجرى الطبعي
فيحدث آفة في الأفعال مثل اعوجاج المستقيم كعظم السّاق و استقامة المعوج كعظم