نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1429
كان ممكنا عقلا لا عادة فإغراق كقول الشاعر عمرو بن الأيهم التغلبي [1]
و نكرم جارنا ما دام فينا
و نتبعه الكرامة حيث مالا
الألف للإشباع ادّعى أنّ جاره لا يميل عنه إلى جانب إلّا و هو يرسل
الكرامة و العطاء على إثره، و هذا ممكن عقلا ممتنع عادة، بل في زماننا يكاد يلحق
بالممتنع عقلا. و إن لم يكن ممكنا لا عقلا و لا عادة فغلوّ، و يمتنع أن يكون ممكنا
عادة ممتنعا عقلا.
فائدة:
اختلفوا في المبالغة. فقيل إنّها مردودة مطلقا لأنّ خير الكلام ما خرج
مخرج الحقّ.
و قيل إنّها مقبولة مطلقا بل الفضل مقصور عليها لأنّ أحسن الشعر أكذبه
و خير الكلام ما بولغ فيه. و قيل منها مقبولة و منها مردودة و هو الراجح.
فالمقبولة منها التبليغ و الإغراق و بعض أصناف الغلوّ و ما سواها مردودة. و
الأصناف المقبولة من الغلوّ ما أدخل عليه ما يقربه إلى الصحة نحو لفظ يكاد في قوله
تعالى: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ
الآية. و منها ما تضمّن نوعا حسنا من التخييل كقول أبي الطّيّب:
ادّعى أنّ الغبار المرتفع من سنابك الخيل قد اجتمع فوق رءوسها
متراكما متكاثفا بحيث صار أرضا يمكن أن تسير عليها تلك الجياد، و هذا ممتنع عقلا و
عادة لكنّه تخييل حسن.
و منها ما أخرج مخرج الهزل و الخداعة كقولك:
أسكر بالأمس إن عزمت على الشّر
ب غدا إنّ ذا من العجب
و يقول في جامع الصّنائع: المردود من الغلوّ هو المحال الذي لا
يتضمّن حسنا و لا لطفا و مثاله: البيت التالي ترجمته:
حين أجريت فرس دولتك
وصل قبلك بمنزلتين
و يقول في مجمع الصّنائع: من عيوب المدح المبالغة و الإفراط في تجاوز
حدود الممدوح أو التفريط.
و مثال الأول:
يا من تفتخر الكائنات بوجودك
يا من أنت أكبر من المخلوقات و أقلّ
من الخالق.
لأنّ مثل هذا المدح لا يليق إلّا بنبيّنا صلى اللّه عليه و سلم.
و كلّ من قيل في حقّه مثل هذا الكلام فهو تجاوز لحقه. و هو ملحق بمن
ترك التأدّب بحكم الشرع. كما قال الشاعر الحكيم الأنوري: الذي قال و ترجمته:
إنّ عظمتك في كمال قدرتك
ليست كقدرة اللّه لأنّه تعالى لا
شريك له.
و مثال القسم الثاني البيت التالي و ترجمته:
الخواجا محمد ملك أخلاقه كالملاك
ملك وحيد دهره في كرم الكفّ في
العالم.
و ذلك لأنّ طبقة الملوك لا يمدحون بأنّهم علماء و وحيد الدهر ففي ذلك
قصور [3]
[1] هو عمرو بن الأيهم بن الأفلت التغلبي، توفي نحو 100 ه/ 718 م.
شاعر معاصر للأخطل. و له شعر كثير. الاعلام 5/ 74، سمط اللآلي 184
[3] و در جامع الصنائع گويد مردود از غلو آنست كه محالى را ادعاء
كند كه متضمن حسني و لطافتى نباشد مثاله. شعر.
چون براندى سمند دولت را.
بدو منزل رسيد پيش از خويش.
و در مجمع الصنائع گويد از عيوب مدح مبالغة است كه از حد جنس
ممدوح افراط كند يا تفريط مثال قسم اوّل. شعر. اي كائنات را بوجود تو افتخار. اي
بيش ز آفرينش كم ز آفريدگار. چه اين قسم مدح جز پيغمبر ما را عليه الصلاة و السلام
نشايد-
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1429