نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1404
لم يثبت بالبرهان فإنّا ندرك بالوجدان عند الأكل و الشرب و الجماع
حالة مخصوصة هي لذة.
و نعلم أيضا أنّ ثمة إدراكا للملائم الذي هو تلك الأشياء. و أمّا أنّ
اللذة هل هي نفس ذلك الإدراك أو غيره و إنّما ذلك الإدراك سبب لها، و أنّه هل يمكن
حصول اللّذة بسبب آخر لذلك الإدراك أم لا، و أنّه هل يمكن حصول ذلك الإدراك بدون
اللّذة أم لا؟ فلم يتحقّق شيء من هذه الأمور فوجب التوقّف في الكل و كذا الحال في
الألم.
فائدة:
قال ابن زكريا الرازي ليست اللذة أمرا متحقّقا موجودا في الخارج بل هي
أمر عدمي هو زوال ألم كالأكل فإنّه دفع ألم الجوع و الجماع فإنّه دفع ألم دغدغة
المني لأوعيته، و لا نمنع نحن جواز أن يكون ذلك أحد أسباب اللّذة، إنّما تنازعه في
أنّه دفع الألم، فإنّ من المعلوم أنّ اللذة أمر وراء زوال الألم و في أنّه لا يمكن
أن تحصل اللّذة بطريق آخر، فإنّ النظر إلى وجه مليح و العثور على مال بغتة و الاطّلاع
على مسئلة علمية فجأة تحدث اللّذة مع أنّه لم يكن له ألم قبل ذلك حتى يدفعها تلك
الأمور.
التقسيم:
اللّذة و الألم إمّا حسّيان أو عقليان. فاللذة الحسّية ما يكون فيه
المدرك بالكسر من الحواس و المدرك بالفتح ما يتعلّق بالحواس، و العقلية ما يكون
المدرك فيه العقل و المدرك من العقليات، و قس على هذا الألم الحسّي و العقلي.
فائدة:
العوام ينكرون اللّذة العقلية مع أنها أقوى من الحسية بوجوه. منها أنّ
لذة الغلبة المتوهّمة و لو كانت في أمر خسيس ربّما تؤثّر على لذات يظنّ أنّها أقوى
اللذات الحسّية فإنّ المتمكّن على الغلبة في الشطرنج و النرد قد يعرض له مطعوم و
منكوح فيرفضه. و منها أنّ لذة نيل الحشمة و الجاه تؤثّر أيضا عليهما فإنّه قد يعرض
له مطعوم و منكوح في صحبة حشمه فينفض اليد بهما مراعاة للحشمة. و منها أنّ الكريم
يؤثر لذة إيثار الغير على نفسه فيما يحتاج إليه على لذّة التمتع به و ليس ذلك في
العاقل فقط بل في العجم من الحيوانات أيضا، فإنّ من كلاب الصيد من يقبض على الجوع
ثم يمسكه على صاحبه و ربّما حمله إليه، و الواضعة من الحيوانات تؤثر ما ولدته على
نفسها فإذا كانت اللّذات الباطنة أعظم من الظاهرة و إن لم تكن عقلية، فما قولك في
العقلية. هكذا يستفاد من شرح المواقف و شرح الإشارات و المطوّل و حواشيه و الأطول
في بحث التشبيه.
فائدة:
قال الحكماء: الألم سببه الذاتي تفرّق اتصال فقط بالتجربة، و أنكره
الإمام الرازي فإنّ من جرح يده بسكين شديدة الحدّة لم يحس بالألم إلّا بعد زمان، و
لو كان ذلك سببا لامتنع التخلّف عنه، و زاد ابن سينا سببا آخر هو سوء المزاج
المختلف، و التفصيل يطلب من شرح المواقف.
اللّذع:
[في الانكليزية]Burning
[في الفرنسية]BruLure
بالذال المعجمة عند الحكماء كيفية نفّاذة جدا لطيفة تحدث في الاتصال
تفرّقا كثير العدد متقارب الوضع صغير المقدار، فلا يحسّ كلّ واحد بانفراده و يحسّ
بالجملة كالوجع الواحد.
فاللذع يفعل ما يفعل بفرط الحرارة المقتضية للنفوذ و اللّطف فهو تابع
للحرارة، و الشيء الذي فيه تلك الكيفية يسمّى لذاعا و لاذعا كالخردل ضمادا كذا في
شرح الإشارات و بحر الجواهر.
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1404