responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1377

و من البيّن أنّ الصورة الحاصلة في أذهان تلك الطائفة ليس بعضها فرعا لبعضها بل كلها أظلال لأمر واحد خارجي هو زيد. فإن قيل الصورة العقلية مرتسمة في نفس شخصية و مشخّصة بتشخّصات ذهنية فكيف تكون كلّية؟ قلت للصورة معنيان: الأول كيفية تحصل في العقل هي آلة و مرآة لمشاهدة ذي الصورة و الثاني المعلوم التمييز بواسطة تلك الصورة في الذهن، و لا شكّ أنّ الصورة بالمعنى الأول صورة شخصية في نفس شخصية و الكلّية ليست عارضة لها بل للصورة الحاصلة بالمعنى الثاني، فإنّ الكلّية لا تعرض لصورة الحيوان التي هي عرض حال في العقل بل للحيوان المتميّز بتلك الصورة. و كما أنّ الصورة الحالة مطابقة لأمور كثيرة كذلك الماهية المتميّزة بها مطابقة لتلك الأمور و من لوازم هذه المطابقة أنّ الصورة إذا وجدت في الخارج و تشخّصت بتشخّص فرد من أفرادها كانت عينه و إذا وجد فرد منها في الذهن و تجرّد عن مشخّصاته كانت عين الصورة، أعني الماهية، و ليس هذا الكلام ثابتا للصورة الحالة في القوة العاقلة لأنّها موجودة في الخارج و عرض، و العرض يستحيل أن يكون عين الأفراد الجوهرية، و اختلاف اللوازم يدلّ على اختلاف الملزومات فالمعنيان للصورة مختلفان بالماهية.

هذا الجواب عند من يقول بأنّ المرتسم في العقل صور الأشياء و أشباحها المخالفة في الحقيقة لماهياتها. و أمّا عند من يقول بأنّ المرتسم فيها ماهياتها فجوابه أنّ الصورة الحاصلة في العقل إذا أخذت معراة عن التشخّصات العارضة بسبب حلولها في نفس شخصية كانت مطابقة لكثيرين بحيث لو وجدت في الخارج كانت عين الأفراد، و إذا حصلت الأفراد في الذهن كانت عينها على الوجه الذي صوّرناه. فإن قلت التصوّر حصول صورة الشي‌ء في العقل و الصورة العقلية كلّية فاستعمال التصوّر في حدّ الجزئي غير مستقيم. و أيضا المقسم أعني المفهوم الذي هو ما حصل في العقل لا يتناول الجزئي. قلت لا نسلّم أنّ الصورة العقلية كلّية فإنّ ما يحصل في النفس قد يكون بآلة و واسطة و هي الجزئيات و قد لا يكون بآلة و هي الكليات، و المدرك ليس إلّا النفس إلّا أنّه قد يكون إدراكه بواسطة و ذلك لا ينافي حصول الصورة المدركة في النفس، و هذا عند من يقول بأنّ صور الجزئيات الجسمانية مرتسمة في النفس الناطقة أيضا. و أمّا عند من يقول بأنّها مرتسمة في آلاتها من الحواس فالجواب عنه أن يقال إنّ التصوّر هو حصول صورة الشي‌ء عند العقل لا في العقل، و كذا المفهوم ما حصل عنده لا فيه، فإن كان كلّيا فصورته في العقل و إن كان جزئيا فصورته في آلته.

فائدة:

المعتبر في الكلّي إمكان فرض صدقه على كثرين سواء كان صادقا أو لم يكن، و سواء فرض العقل صدقه أو لم يفرض قط. لا يقال فلنفرض الجزئي صادقا على أشياء كما نفرض صدق اللاشي‌ء عليها لأنّا نقول فرض صدق اللاشي‌ء فرض ممتنع بالإضافة، فالفرض ممكن و المفروض ممتنع، و فرض الجزئي فرض ممتنع بالوصفية. فالفرض أيضا ممتنع كالمفروض.

و الثاني الكلّي الإضافي و هو ما اندرج تحته شي‌ء آخر في نفس الأمر و هو أخصّ من الكلّي الحقيقي بدرجتين: الأولى أنّ الكلّي الحقيقي قد لا يمكن اندراج شي‌ء تحته كما في الكلّيات الفرضية و لا يتصوّر ذلك في الإضافي، و الثانية أنّ الكلّي الحقيقي ربما أمكن اندراج شي‌ء تحته و لم يندرج بالفعل لا ذهنا و لا خارجا، و لا بد في الإضافي من الاندراج بالفعل و يقابله تقابل التضايف الجزئي الإضافي. فعلى هذا الجزئي الإضافي ما اندرج بالفعل تحت شي‌ء و لو قلنا الجزئي الإضافي ما أمكن اندراجه تحت شي‌ء،

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست