responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1337

لتوقّف صحّة المعنى عليه و يكون المعنى تابعا على اللفظ بأن يكون معنى هذا اللفظ في التركيب القلبي معنى التركيب الغير القلبي نحو أدخلت القلنسوة في الرأس و الخاتم في الأصبع، و نحو عرضت الناقة على الحوض، إذ المعنى عرضت الحوض على الناقة، فإنّ عرض الشي‌ء على الشي‌ء إراءته إيّاه على ما في القاموس و لا رؤية للحوض. و لعلّ النكتة في القلب في هذه الأمور أنّ العادة تحرّك المظروف نحو الظرف و المعروض نحو المعروض إليه.

قال السّكّاكي، القلب مقبول مطلقا و هو ممّا يورث الكلام حسنا و ملاحة و يسجع عليه كمال البلاغة و أمن الإلباس، و يأتي في المحاورات و الأشعار و التنزيل، و ردّه البعض مطلقا. و الحقّ أنّه إن تضمّن اعتبارا لطيفا قبل و إلّا ردّ لأنّ نفس القلب من اللطائف كما جعله السّكّاكي كقول الشاعر:

و مهمة مغبرة أرجاؤه‌

كأنّ لون أرضه سماؤه‌

أي لون سمائه على حذف المضاف، فالمصراع الأخير من باب القلب، و المعنى كأنّ لون سمائه لغبرتها لون أرضه، و الاعتبار اللطيف فيه ما شاع في كلّ تشبيه مقلوب من المبالغة في كمال المشبّه إلى أنّه استحقّ جعله مشبّها به، يعني أنّ لون السماء قد بلغ من الغبرة إلى حيث يشبه به لون الأرض في الغبرة، هكذا يستفاد من المطول و الأطول. و في الاتقان من أنواع المجاز اللغوي القلب و هو إمّا قلب إسناد نحو لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ‌ [1] أي لكلّ كتاب أجل، و نحو وَ حَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ‌ [2] أي حرّمناه على المراضع. و إمّا قلب عطف نحو ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ [3] أي فانظر ثم تولّ عنهم و نحو ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى‌ [4]

أي تدلّى فدنى لأنّه بالتدلّي مال إلى الدنو، أو قلب تشبيه و سيأتي في نوع التشبيه انتهى. و منها نوع من السرقة الغير الظاهرة و قد سبق. و منها كون الكلام بحيث إذا قلبته و ابتدأت من حرفه الأخير إلى الحرف الأول كان الحاصل بعينه هو هذا الكلام و يسمّى أيضا بالعكس و المقلوب المستوي، و ما لا يستحيل بالانعكاس كما سبق و عليه اصطلاح أهل البديع، و المعتبر الحروف المكتوبة، فالمشدّد في حكم المخفّف، و هو قد يكون في النظم و قد يكون في النثر. أما في النظم فقد يكون بحيث يكون كلّ من المصراعين قلبا للآخر كقوله:

أرانا الإله هلالا أنارا

و قد يكون كذلك بل يكون مجموع البيت‌

قلبا لمجموعه كقول القاضي:

مودّته تدوم لكلّ هول‌

و هل كلّ مودّته تدوم‌

و أما في النثر فكقوله تعالى: كُلٌّ فِي فَلَكٍ‌ [5] و قوله‌ وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ [6] و لا ثالث لهما في القرآن، كذا في المطوّل.

و يقول في جامع الصنائع: المقلوب هو أن تعاد الحروف الملفوظة، ثم من هذا القلب يستنبط لفظ آخر أو نفس التركيب أو تركيب آخر. و قد ذكر الأقدمون بأنّ هذا النوع ينقسم إلى ثلاثة أنواع:

المقلوب الكلّي و المقلوب الجزئي‌


[1] الرعد/ 38

[2] القصص/ 12

[3] النمل/ 28

[4] النجم/ 8

[5] الأنبياء/ 33

[6] المدثر/ 3

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست