نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1285
المحسوسات بواسطة المتصرّفة، و تلك القوة واحدة لكن تسمّى باعتبار
الأول متفكّرة و باعتبار الثاني أي باعتبار حركة النفس بواسطتها في المحسوسات
تسمّى متخيّلة؛ هذا هو المشهور.
و الأولى أن يزاد قيد القصد لأنّ حركة النفس فيما يتوارد من المعقولات
بلا اختيار كما في المنام لا تسمّى فكرا. و لا شكّ أنّ النفس تلاحظ المعقولات في
ضمن تلك الحركة، فقيل الفكر هو تلك الحركة و النظر هو الملاحظة التي في ضمنها، و
قيل لتلازمهما أنّ الفكر و النظر مترادفان. و الثاني حركة النفس في المعقولات
مبتدئة من المطلوب المشعور بوجه ما، مستغرقة فيها طالبة لمبادئه المؤدّية إليه إلى
أن تجدها و ترتّبها، فترجع منها إلى المطلوب، أعني مجموع الحركتين، و هذا هو الفكر
الذي يترتّب عليه العلوم الكسبية و يحتاج في تحصيل جزئيه المادّية و الصورية جميعا
إلى المنطق، و يجيء تحقيق ذلك في لفظ النظر، و يرادفه النظر في المشهور بناء على
التلازم المذكور. و قيل هو هاتان الحركتان و النّظر هو ملاحظة المعقولات في ضمنهما،
و هذا المعنى أخصّ من الأوّل كما لا يخفى. و الثالث هو الحركة الأولى من هاتين
الحركتين أي الحركة من المطلوب إلى المبادئ وحدها من غير أن توجد الحركة الثانية
معها و إن كانت هي المقصودة منها، و هذا هو الفكر الذي يقابله الحدس تقابلا يشبه
تقابل الصاعدة و الهابطة، إذ الانتقال من المبادئ إلى المطالب دفعة يقابله عكسه
الذي هو الانتقال من المطالب إلى المبادي، و إن كان تدريجا، لكنّ شارح المطالع جعل
الحدس بإزاء مجموع الحركتين، فإنّه لا يجامعه في شيء معيّن أصلا و يجامع الحركة
الأولى، كما إذا تحرّك في المعقولات فاطّلع على مباد مترتّبة فانتقل منها إلى
المطلوب دفعة. و أيضا الحدس عدم الحركة في مسافة فلا يقابل الحركة في مسافة أخرى.
و التحقيق أنّ الحدس بحسب المفهوم يقابل الفكر بأيّ معنى كان إذ قد اعتبر في
مفهومه الحركة و في مفهوم الحدس عدمها. و أمّا بحسب الوجود بالنسبة إلى شيء معيّن
فلا يجامع مجموع الحركتين و يجامع الأوّل و الثالث كما عرفت، و لا ينافي ذلك كون
عدم الحركة معتبرا في مفهومه لأنّ الحركة التي لا تجامعه ليست جزءا من ماهيته و لا
شرطا لوجوده. ثم إنّ هذا المعنى أخصّ من الأول أيضا و أعمّ من الثاني لعدم اعتبار
وجود الحركة الثانية فيه. و عند المتأخّرين هو الترتيب اللازم للحركة الثانية كما
هو المشهور. و ذكر السّيّد السّند في حاشية العضدي أنّ الحركة الثانية يطلق عليها
الفكر على مذهب المتأخّرين انتهى.
و يرادف الفكر النظر في القول المشهور. و قيل الفكر هو الترتيب و
النظر ملاحظة المعقولات في ضمنه، هكذا ذكر أبو الفتح في حاشية الحاشية الجلالية، و
يجيء توضيح ذلك في لفظ النظر أيضا.
فائدة:
قالوا الفكر هو الذي يعدّ في خواصّ الإنسان، و المراد الاختصاص
بالنسبة إلى باقي الحيوانات لا مطلقا.
فائدة:
قالوا حركة النفس واقعة في مقولة الكيف لأنّها حركتها في صور
المعقولات التي هي كيفيات، و هذا على مذهب القائلين بالشّبح و المثال. و أمّا على
مذهب من يقول إنّ العلم بحصول ماهيات الأشياء أنفسها فتلك الحركة من قبيل الحركة
في الكيفيات النفسانية لا من الحركات النفسانية.
فائدة:
الفكر يختلف في الكيف أي السرعة و البطء و في الكم أي القلّة و
الكثرة، و الحدس يختلف أيضا في الكم و ينتهي إلى القوة القدسية
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1285