responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1283

الذي لا يسأل و لا يردّ و لا يتجسّس. قال عبد اللّه الأنصاري: [1] الفقر على ثلاثة أوجه:

اضطراري و اختياري و حقيقي. و الاضطراري كفارتي و علامته الصّبر، و عقوبتي و علامته الاضطرار، و قطيعتي و علامته الشّكاية.

و الاختياري درجتي و علامته القناعة، و قربتي و علامته الرضا، و كرامتي و علامته الإيثار.

و الحقيقي أيضا ثلاثة عدم الاحتياج إلى الخلق و الاحتياج من اللّه و البراءة من كلّ ما دون اللّه.

و في شرح الآداب: الفقر غير التصوّف فإنّ نهاية الفقر بداية التّصوف، كذا في خلاصة السلوك.

و في التحفة المرسلة الغنى المطلق عندهم هو مشاهدة اللّه تعالى في نفسه جميع الشئون و الاعتبارات الإلهية مع أحكامها و لوازمها على وجه كلّي جملي لاندراج الكلّ في بطون الذات و وحدته، كاندراج الأعداد في الواحد العددي، و يجي‌ء في لفظ الكمال أيضا. و يقول في مجمع السلوك: إنّ ابن جلا قال: إنّ حقيقة الفقر هو ألّا يكون لك شي‌ء. و إذا كان فلا تبال به.

و معنى هذا الكلام، و اللّه أعلم: هو ألّا تطلب غير الموجود، فإن وجد شي‌ء فلا تطمئن إليه، حتى يستوي لديك الفقدان و الوجدان. و إذا، فالفقر، عبارة عن العدم.

فائدة:

الفرق بين الفقر و الزهد هو أنّه لو كان للفقير عدة أحذية، ففقره ليس تاما. و إن لم يوجد لديه أيّ سبب، و لكن نظره على حيلته و قوته واقع. و يظن أنّه يستطيع الحصول على بعض الأشياء بالحيلة أو بالقوّة ففقره أيضا ليس تاما. و أمّا إذا صدر منه النداء: لا حول و لا قوة، أي لا حيلة عندي، فإن وصل لهذا الحدّ ففقره صار تاما. و هذا بخلاف الزّهد الذي هو مجرّد ترك الحظوظ الفانية، و ذلك على أمل إدراك النّعم و الحظوظ الباقية. و هذا ما يقول له أهل المعرفة: بيع و شراء و سلم، انتهى كلامه.

و يقول في كشف اللغات: الفقر عند السّالكين عبارة عن الفناء في اللّه، و ما تفضّلوا به أنّ الفقر سواء الوجه في الدارين، عبارة عن أنّ السّالك قد فني بكلّيته في اللّه بصورة لا يبقى منه في ظاهره و لا باطنه لا دنيا و لا آخرة. و يرجع إلى العدم الأصلي و الذاتي، و ذلك هو الفقر الحقيقي. و من هنا قولهم: ثمّ الفقير فهو اللّه.

لأنّ هذا المقام هو إطلاق ذات الحقّ. و هنا غير اعتباري و لا استيعابي. و سواد الوجه هذا هو سواد أعظم، لأنّ السّواد الأعظم هو: كلما يطلبونه يكون فيه. و كلّما هو مفصّل في جميع الموجودات فهو في هذه المرتبة بطريق الإجمال كالشّجر في النواة، انتهى كلامه. و يقول في لطائف اللغات: الفقر بطور الصوفية مرادف للعشق. و قد مرّ بيان الفرق بين الفقر و التصوف في لفظة التصوف‌ [2]


[1] هو عبد اللّه بن محمد بن علي الانصاري الهروي، ابو اسماعيل، ولد عام 396 ه/ 1006 م. و توفي عام 481 ه/ 1089 م.

شيخ خراسان في عصره، من كبار الحنابلة، بارع في اللغة حافظ للحديث، عارف بالتاريخ و الانساب، من انصار السنة، له الكثير من الكتب. الاعلام 4/ 122، الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 64، بروكلمان 1/ 773.

[2] و در مجمع السلوك گويد كه ابن جلا گفته كه حقيقت فقر آنست كه ترا نباشد و اگر باشد هم ترا نباشد معنى آنست و اللّه اعلم كه تا نباشد ترا ميل و طلب نباشد چون يافتى بر موجود اعتماد نباشد تا حال وجود و حال عدم يكسان باشد پس فقر عبارت از نيستى است. فائدة: فرق ميان فقر و زهد آنست كه اگرچند سر موى در ملك فقير باشد فقر او تمام نبود و اگر هيچ سبب بروي يافته نشود نظر وى بر حيله و قوت خود افتد و گمان برد كه به واسطه حيله و قوت خود چيزى حاصل تواند كرد فقر وى هم تمام نبود و اگر از وى ندا بر آيد كه لا حول و لا قوة يعنى چاره ندارم چون بدين حد رسد فقر وى تمام بود بخلاف زهد كه اين مجرد ترك حظوظ و نصيب فاني است بر اميد يافت نعمت و حظوظ باقى و آن را اهل معرفت بيع و شرا و سلم گويند انتهى كلامه. و در كشف اللغات ميگويد فقر نزد سالكان عبارت از فنا في اللّه است و آنچه فرموده‌اند كه الفقر سواد الوجه في الدارين عبارت از آنست كه سالك بالكلية فانى في اللّه ميشود به حيثيتى كه او را در ظاهر و باطن دنيا و آخرت را وجود نماند-

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست