نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1277
تلك الأشياء، فإذا اقترن بها الفصل أفرزها أي ميّزها و عيّنها و
قوّمها نوعا أي حصّلها و كمّلها و جعلها مطابقة لماهية نوعية، و بعد ذلك يلزم تلك
الطبيعة المتقوّمة نوعا ما يلزمها من اللوازم الخارجية، و يعرض لها ما يعرض لها من
العوارض المفارقة، و كذا مبدأ الجنس أعني المادة صالح لأن يكون أنواعا مختلفة فإذا
انضمّ إليه مبدأ الفصل يحصل نوعا معينا و استعد لزوم ما يلزمه و لحوق ما يلحقه،
فإنّ النفس الناطقة مثلا لمّا اقترنت بالمادّة الحيوانية فصار الحيوان ناطقا
استعدّ لقبول آثار الإنسانية و خواصّها، و لو لا اقترن هذه القوة بها لما كان لها
هذه الاستعدادات الجزئية المتفرّعة عليها. و عرّف الفصل الشيخ بأنّه الكلّي الذي
يحمل على الشيء في جواب أيّ شيء هو في جوهره، كما إذا سئل عن الإنسان أيّ شيء
هو في ذاته أو أيّ حيوان هو في جوهره، فالناطق يصلح للجواب عنهما، و ذو النفس و
الحسّاس عن الأول فإنّ أي شيء، إنّما يطلب به التمييز المطلق عن المشاركات في
معنى الشيئية أو أخصّ منها، و القيد الأخير و هو قولنا في جوهره يخرج الخاصّة
لأنّها لا تميّز الشيء في جوهره بل في عرضه. فالطالب بأيّ شيء إن طلب الذاتي
المميّز عن مشاركاته فالمقول في جوابه الفصل، و إن طلب العرضي المميّز فالخاصّة، و
بالقيد الأول يعني قولنا في جواب أيّ شيء يخرج الجنس و النوع و العرض العام، لأنّ
الجنس و النوع يقالان في جواب ما هو، و العرض العام لا يقال في الجواب أصلا. و فيه
بحث لأنّه إن اعتبر التمييز عن جميع الأغيار يخرج عن التعريف الفصل البعيد و إن
اكتفي بالتمييز عن البعض بالجنس أيضا مميّز للشيء عن البعض فيدخل فيه. و الجواب أنّ
المراد من المقول في جواب أيّ المميّز الذي لا يصلح لجواب ما هو و حينئذ يخرج
الجنس، إلّا أنّه يلزم اعتبار العرض العام في جواب أيّ، و هم مصرّحون بخلافه، و لا
مخلص عنه إلّا بأن يقال العرض العام لا يميّز شيئا عن شيء أصلا من حيث إنّه عرض
عام بل من حيث إنّه خاصة إضافية.
التقسيم
الفصل إمّا قريب أو بعيد. فقيل القريب ما كان مميّزا عن المشاركات في
الجنس القريب كالناطق للإنسان، فإنّه يميّزه عن مشاركته في الحيوان، و البعيد ما
كان مميّزا عن المشاركات في الجنس البعيد فقط كالحسّاس للإنسان، فإنّه يميّزه عن
مشاركاته في الجسم النامي. و قيل القريب ما يميّز الماهية عن كلّ ما يشاركها في
الجنس أو الوجود، و البعيد ما يميّزها عن بعض ما يشاركها في الجنس أو الوجود، يعني
أنّ الفصل إن ميّز الماهية عن المشاركات في الجنس القريب كان قريبا و مميزا عن
جميع المشاركات الجنسية مطلقا، و إن ميّزها عن مشاركاتها في الجنس البعيد كان
بعيدا في مرتبته. و أمّا المميّز عن المشاركات في الوجود فإن ميّزها عن جميعها فهو
قريب و إلّا فهو بعيد يتفاوت حاله بحسب كثرة ما يميّزها عنه من تلك المشاركات و
قلّته. و قد يقال المميّز في الوجود إنّما هو في الماهية المركّبة من أمرين
متساويين فيميّزها عن الكلّ، فلا يتصوّر فيه بعد. و قيل بل لا يعتبر فيه قرب أيضا
لعدم وجود ماهية مركّبة من أمرين متساويين، فإنّه ربما يستدلّ على بطلانه. و تفصيل
ذلك يطلب من شرح المطالع و حواشيه و شرح الشمسية و حواشيه.
فصل الخطاب:
[في الانكليزية]Sound judgement ،decisive
[في الفرنسية]Discours final ،decisif
عند بعض علماء البيان عبارة عن قولهم:
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1277