responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1229

فالعلم غير العالم و المعلوم، و العلم بما ليس بخارج عن العالم من أحواله غير العالم و المعلوم و المعلوم أيضا غير العالم، فيتحقّق في الأول أمر واحد و في الثاني اثنان و في الثالث ثلاثة؛ و العلم بالشي‌ء الذي هو خارج عن العالم عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم فيتحقّق أمور أربعة: عالم و معلوم و علم و صورة. فالعلم حصول صورة المعلوم في العالم، ففي العلم بالأشياء الخارجة عن العالم صورة و حصول تلك الصورة و إضافة الصورة إلى الشي‌ء المعلوم و إضافة الحصول إلى الصورة. و في العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم حصول نفس ذلك الشي‌ء الحاصل و إضافة الحصول إلى نفس ذلك الشي‌ء. و لا شكّ أنّ الإضافة في جميع الصور عرض. و أمّا نفس حقيقة الشي‌ء في العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم يكون جوهرا إن كان المعلوم ذات العالم لأنّه حينئذ تكون تلك الحقيقة موجودة لا في موضوع ضرورة كون ذات الموضوع العالم كذلك، و إن كان المعلوم حال العالم يكون عرضا. و أمّا الصورة في العلم بالأشياء الخارجة عن العالم فإن كانت صورة لعرض بأن يكون المعلوم عرضا فهو عرض بلا شكّ، و إن كانت صورة لجوهر بأن يكون المعلوم جوهرا فعرض أيضا انتهى. و هذا مبني على القول بالشّبح، و أمّا على القول بحصول ماهيات الأشياء في الذهن فجوهر.

فائدة:

قال الصوفية: علم اللّه سبحانه صفة نفسية أزلية. فعلمه سبحانه بنفسه و علمه بخلقه علم واحد غير منقسم و لا متعدّد، لكنه يعلم نفسه بما هو له و يعلم خلقه بما هم عليه، و لا يجوز أن يقال إنّ معلوماته أعطته العلم من أنفسها كما قال الامام محي الدين العربي لئلّا يلزم كونه استفاد شيئا من غيره، فلنعذره. و لا نقول كان ذلك مبلغ علمه و لكنّا وجدناه سبحانه بعد هذا يعلمها بعلم أصلي منه غير مستفاد مما هي عليه فيما اقتضته بحسب ذواتها، غير أنّها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه عليها فحكم له ثانيا بما اقتضته و هو ما علمها عليه. و لمّا رأى الإمام المذكور أنّ الحقّ حكم للمعلومات بما اقتضته من نفسها ظنّ أنّ علم الحقّ مستفاد من اقتضاء المعلومات، فقال إنّ المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها وفاته أنّها إنّما اقتضت ما علمها عليه بالعلم الكلّي الأصلي النفسي قبل خلقها و إيجادها، فإنّها ما تعيّنت في العلم الإلهي إلّا بما علمها لا بما اقتضته ذواتها، ثم اقتضت ذواتها بعد ذلك من نفسها أمورا هي عين ما علمها عليه أوّلا، فحكم لها ثانيا بما اقتضته، و ما حكم إلّا بما علمها عليه فتأمّل، فيسمّى الحقّ عليما بنسبة العلم إليه مطلقا و عالما بنسبة معلومية الأشياء إليه، و علّاما بنسبة العلم و معلومية الأشياء إليه معا. فالعليم اسم صفة نفسية لعدم النظر فيه إلى شي‌ء مما سواه، إذ العلم ما يستحقّه النفس في كمالها لذاتها. و أمّا العالم فاسم صفة فعلية و ذلك علمه للأشياء سواء كان علمه لنفسه أو لغيره فإنّها فعلية، يقال عالم بنفسه أي علم نفسه و عالم بغيره أي علم غيره، فلا بدّ أن تكون صفة فعلية. و أمّا العلّام فبالنظر إلى النسبة العلمية اسم صفة نفسية كالعليم و بالنظر إلى نسبة معلومية الأشياء إليه اسم صفة فعلية، و لذا غلب وصف الخلق باسم العالم دون العليم و العلّام، فيقال فلان عالم و لا يقال عليم و لا علّام مطلقا، إلّا أن يقال عليم بأمر كذا، و لا يقال علّام بأمر كذا، بل إن وصف بشخص فلا بدّ من التقييد، فيقال فلان علّام في فنّ كذا، و هذا على سبيل التوسّع و التجوّز. و ليس قولهم فلان علّامة من هذا القبيل لأنّه ليس من أسماء اللّه تعالى، فلا يجوز أن يقال إنّ اللّه علّامة فافهم، كذا في الانسان‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست