نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1228
فائدة:
الفرق بين العلم بالوجه و بين العلم بالشيء من وجه أنّ معنى الأول
حصول الوجه عند العقل و معنى الثاني أنّ الشيء حاصل عند العقل لكن لا حصولا تاما،
فإنّ التصوّر قابل للقوة و الضعف كما إذا تراءى لك شبح من بعيد فتصوّرته تصورا ما،
ثم يزداد انكشافا عندك بحسب تقاربك إليه إلى أن يحصل في عقلك كمال حقيقته. و لو
كان العلم بالوجه هو العلم بالشيء من ذلك الوجه على ما ظنّه من لا تحقيق له لزم
أن يكون جميع الأشياء معلومة لنا مع عدم توجّه عقولنا إليها، و ذلك ظاهر
الاستحالة، كذا في شرح المطالع في بحث الموضوع. و قال المولوي عبد الحكيم في حاشية
شرح المواقف في المقصد الرابع من مقاصد العلم في الموقف الأول: اعلم أنّهم اختلفوا
في علم الشيء بوجه و علم وجه الشيء. فقال من لا تحقيق له إنّه لا تغاير بينهما
أصلا. و قال المتأخّرون بالتغاير بالذات إذ في الأول الحاصل في الذهن نفس الوجه و
هو آلة لملاحظة الشيء، و الشيء معلوم بالذات، و في الثاني الحاصل في الذهن صورة
الوجه و هو المعلوم بالذات من غير التفات إلى الشيء ذي الوجه. و قال المتقدّمون
بالتغاير بالاعتبار إذ لا شكّ في أنّه لا يمكن أن يشاهد بالضاحك أمر سواه، إلا
أنّه إذا اعتبر صدقه على أمر و اتحاده معه كما في موضوع القضية المحصورة كان علم
الشيء بالوجه، و إذا اعتبر مع قطع النظر عن ذلك كان علم الوجه كما في موضوع
القضية الطبيعية.
فائدة:
أثبت أبو هاشم علما لا معلوم له كالعلم بالمستحيل فإنّه ليس بشيء و
المعلوم شيء و هذا أمر اصطلاحي محض لا فائدة فيه.
فائدة:
محلّ العلم الحادث سواء كان متعلّقا بالكلّيات أو بالجزئيات عند أهل
الحقّ غير متعيّن عقلا، بل يجوز عندهم عقلا أن يخلق اللّه تعالى في أيّ جوهر أراد
من جواهر البدن؛ لكنّ السّمع دلّ على أنّه القلب. قال تعالى:
فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها[1]. و قال: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها[2]. هذا و قد اختلف المتكلّمون في بقاء العلم، فالأشاعرة قضوا باستحالة
بقائه كسائر الأعراض عندهم. و أما المعتزلة فقد أجمعوا على بقاء العلوم الضرورية و
المكتسبة التي لا يتعلّق بها التكليف. و اختلفوا في العلوم المكتسبة المكلّف بها،
فقال الجبائي إنّها ليست باقية و إلّا لزم أن لا يكون المكلّف بها حال بقائها
مطيعا و لا عاصيا و لا مثابا و لا معاقبا مع تحقق التكليف و هو باطل بناء على أنّ
لزوم الثواب أو العقاب على ما كلّف به. و خالفه أبو هاشم في ذلك و أوجب بقاء
العلوم مطلقا. و قال الحكماء محلّ العلم الحادث النفس الناطقة أو المشاعر العشر
الظاهرة و الباطنة و قد سبق في لفظ الحسّ.
فائدة:
علم اللّه سبحانه بذاته نفس ذاته، فالعالم و المعلوم واحد و هو الوجود
الخاص، كذا في شرح الطوالع، أي واحد بالذات، أمّا بالاعتبار فلا بدّ من التغاير.
ثم قال: و علم غير اللّه تعالى بذاته و بما ليس بخارج عن ذاته هو حصول نفس
المعلوم، ففي العلم بذاته العالم و المعلوم واحد، و العلم وجود العالم و المعلوم و
الوجود زائد،