responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1199

بالفعل على العقل المستفاد، و بالنظر إلى الاعتبار الأول يجوز العكس، أمّا العقل بالفعل بالمعنى الأول فالظاهر أنّه مقدّم على العقل المستفاد. و اعلم أيضا أنّ هذه المراتب تعتبر بالقياس إلى كلّ نظري على المشهور فيختلف الحال إذ قد تكون النفس بالنسبة إلى بعض النظريات في المرتبة الأولى و بالنسبة إلى بعضها في الثانية و إلى بعضها في الثالثة و إلى بعضها في الرابعة. فما قال صاحب المواقف من أنّ العقل المستفاد هو أن يصير النفس مشاهدة لجميع النظريات التي أدركتها بحيث لا يغيب عنها شي‌ء لزمه أنّ لا يوجد العقل المستفاد لأحد في الدنيا بل في الآخرة. و منهم من جوّز ذلك لنفوس نبوية لا يشغلها شأن عن شأن، و هم في جلابيب من أبدانهم قد نضوها و انخرطوا في سلك المجرّدات التي تشاهد معقولاتها دائما.

فائدة:

وجه الحصر في الأربع أنّ القوة النظرية إنّما هي لاستكمال الناطقة بالإدراكات إلّا أنّ البديهيات ليست كمالا معتدّا به يشاركه الحيوانات العجم لها فيها بل كمالها المعتدّ به الإدراكات الكسبية، و مراتب النفس في الاستكمال بهذا الكمال منحصرة في نفس الكمال و استعداده لأنّ الخارج عنهما لا يتعلّق بذلك الاستكمال، فالكمال هو العقل المستفاد أعني مشاهدة النظريات، و الاستعداد إمّا قريب و هو العقل بالفعل أو بعيد و هو الهيولاني أو متوسّط و هو العقل بالملكة. و أمّا مراتب القوة العملية فأولها تهذيب الظاهر أي كون الشخص بحيث يصير استعمال الشرائع النبوية و الاجتناب عما نكره عادة له، و لا يتصوّر منه خلافه عادة.

و ثانيتها تهذيب الباطن من الملكات الرديئة و نفض آثار شواغله عن عالم الغيب. و ثالثتها ما يحصل بعد الاتّصال بعالم الغيب و هو تجلّي النفس بالصور القدسية، فإنّ النفس إذ هذبت ظاهرها و باطنها عن رذائل الأعمال و الأخلاق و قطعت عوائقها عن التوجّه إلى مركزها و مستقرها الأصلي الذي هو عالم الغيب بمقتضى طباعها إذ هي مجرّدة في حدّ ذاتها و عالم الغيب أيضا كذلك، و طبيعة المجرّد تقتضي عالمها كما أنّ طبيعة المادي تقتضي عالم المادّيات الذي هو عالم الشهادة اتصلت بعالم الغيب للجنسية اتصالا معنويا لا صوريا، فينعكس إليها بما ارتسمت فيه من النقوش العلمية، فتتجلّى النفس حينئذ بالصور الإدراكية القدسية، أي الخالصة عن شوائب الشكوك و الأوهام، إذ الشكوك و الشبهات إنّما تحصل من طرق الحواس، و في هذه لا يحصل العلم من تلك الطرق. و في بعض حواشي شرح المطالع بيانه أنّ حقائق الأشياء مسطورة في المبدأ المسمّى في لسان الشرع باللوح المحفوظ فإنّ اللّه تعالى كتب نسخة العالم من أوله إلى آخره في المبدأ ثم أخرجه إلى الوجود على وفق تلك النسخة، و العالم الذي خرج إلى الوجود بصورته تتأدّى منه صورة أخرى إلى الحواس و الخيال و يأخذ منها الواهمة معاني، ثم يتأدّى من الخيال أثر إلى النفس فيحصل فيها حقائق الأشياء التي دخلت في الحسّ و الخيال. فالحاصل في النفس موافق للعالم الحاصل في الخيال، و هو موافق للعالم الموجود في نفسه خارجا من خيال الإنسان و نفسه، و العالم الموجود موافق للنسخة الموجودة في المبدأ، فكأنّ للعالم أربع درجات في الوجود، وجود في المبدأ و هو سابق على وجوده الجسماني و يتبعه وجوده الجسماني الحقيقي و يتبع وجوده الحقيقي وجوده الخيالي و يتبع وجوده الخيالي وجوده العقلي، و بعض هذه الوجودات روحانية و بعضها جسمانية، و الروحانية بعضها أشدّ روحانية من بعض. إذا عرفت هذا فنقول النفس يتصوّر أن يحصل فيها

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست