responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1114

ثبوته مع انتفائهما. و بين الثالث و الرابع عموم من وجه لتصادقهما في مادّة لا تخلو عن الضرورة و الدوام، و صدق الثالث فقط في مادة الدوام المجرّد عن الضرورة، و صدق الرابع فقط في مادّة الضرورة المجرّدة عن الدوام الأزلي و كذا بين الضّرورة بشرط الوصف و الضّرورة الذاتية، إذ الضرورية قد لا تكون بشرط الوصف، و قد تكون بشرط الوصف فتتصادقان إذا اتّحد الوصف و الذات، و تصدق الضرورة المشروطة فقط إن كان الوصف مغايرا للذات.

نعم الضرورة ما دام الوصف أعمّ من الذاتية لأنّه متى ثبت في جميع أوقات الوصف ثبت في جميع أوقات الذات بدون العكس. الرابعة الضرورة بحسب وقت إمّا معيّن كقولنا كلّ قمر منخسف بالضرورة وقت الحيلولة و إمّا غير معيّن بمعنى أن التعيين لا يعتبر فيه لا بمعنى أنّ عدم التعيين معتبر فيه، كقولنا كلّ إنسان متنفس بالضرورة في وقت ما. و على التقديرين فهي إمّا مطلقة و تسمّى وقتية مطلقة إن تعيّن الوقت، و منتشرة مطلقة إن لم يتعيّن، و إمّا مقيّدة بنفي الضرورة الأزلية أو الذاتية أو الوصفية أو بنفي الدوام الأزلي أو الذاتي أو الوصفي، فهذه أربعة عشر قسما. و على التقادير فالوقت إمّا وقت الذات أي تكون نسبة المحمول إلى الموضوع ضرورية في بعض أوقات وجود ذات الموضوع، و إمّا وقت الوصف أي تكون النسبة ضرورية في بعض أوقات اتصاف ذات الموضوع، بالوصف العنواني، كقولنا كل مغتذ نام في وقت زيادة الغذاء على بدل ما يتحلّل، و كلّ نام طالب للغذاء وقتا ما من أوقات كونه ناميا، فالاقسام تبلغ ثمانية و عشرين. و الضابطة في النسبة أنّ المطلق أعمّ من المقيّد و المقيّد بالقيد الأعمّ أعمّ و كلّ واحد من السبعة بحسب الوقت المعيّن أخصّ من نظيره من السبعة بحسب الوقت الغير المعيّن، فإنّ كلّ ما يكون ضروريا في وقت معيّن يكون ضروريا في وقت ما من غير عكس، و كلّ واحد من الأربعة عشر بحسب وقت الذات أعمّ من نظيره من الأربعة عشر بحسب وقت الوصف، لأنّ وقت الوصف وقت الذات من غير عكس. فكلّ ما هو ضروري في وقت الوصف فهو ضروري في وقت الذات. و السّرّ في صيرورة ما ليس بضروري ضروريا في وقت أنّ الشي‌ء إذا كان منتقلا من حال إلى حال آخر فربّما تؤدّي تلك الانتقالات إلى حالة تكون ضرورية له بحسب مقتضى الوقت. و من هاهنا علم أنّه لا بد أن يكون للوقت مدخل في الضرورة و لذات الموضوع أيضا، كما أنّ للقمر مدخلا في ضرورة الانخساف. فإنّه لما كان بحيث يقتبس النور من الشمس و تختلف تشكلاته بحسب اختلاف أوضاعه منها، فلهذا أو لحيلولة الأرض وجب الانخساف. الخامسة الضرورة بشرط المحمول و هي ضرورة ثبوت المحمول للموضوع أو سلبه عنه بشرط الثبوت أو السلب، و لا فائدة فيها لأنّ كلّ محمول فهو ضروري للموضوع بهذا المعنى.

فائدة:

إذا قيل ضرورية أو ضرورية مطلقة أو قيل كل ج ب بالضرورة و أرسلت غير مقيّدة بأمر من الأمور، فعلى أية ضرورية تقال، فقال الشيخ في الإشارات على الضرورة الأزلية.

و قال في الشفاء على الضرورة الذاتية. و إنما لم يطلق الشيخ الضرورة المطلقة على غيرهما من الضرورات لأنّها مشتملة على زيادة من الوصف و الوقت، فهي كالجزء من المحمول.

اعلم أنّ ما ذكر من الضرورة و الإمكان هي التي تكون بحسب نفس الأمر و قد يكونان بحسب الذهن و تسمّى ضرورة ذهنية و إمكانا ذهنيا. فالضرورية الذهنية ما يكون تصوّر طرفيها كافيا في جزم العقل بالنسبة بينهما، و الإمكان‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست