responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1108

حرف الضاد (ض)

الضّوء:

[في الانكليزية]Light

[في الفرنسية]Lumiere

بالفتح و سكون الواو روشنى و هو غني عن التعريف و ما يقال في تعريفه فهو من خواصّه و أحكامه. فقيل الضوء كمال أول للشفاف من حيث هو شفاف و إنّما اعتبر قيد الحيثية لأنّ الضوء ليس كمالا للشفاف في جسميته بل في شفافيته و المراد بكونه كمالا أولا أنّه كمال ذاتي لا عرضي. و قال الإمام إنّه كيفية لا يتوقّف إبصارها على إبصار شي‌ء آخر، و عكسه اللون، فهو كيفية يتوقّف إبصارها على إبصار شي‌ء آخر هو الضوء فإنّ اللون ما لم يصر مستنيرا لا يكون مرئيا.

اعلم أنّهم اختلفوا فيه، فزعم بعض الحكماء الأقدمين أنّ الضوء أجسام صغار تنفصل من المضي‌ء و تتصل بالمستضي‌ء تمسكا بأنّه متحرّك بالذات، كما نشاهد في السراج المنقول من موضع إلى موضع، و كلّ متحرك بالذات جسم. و المحققون على أنّه ليس بجسم بل هو عرض قائم بالمحلّ معدّ لحصول مثله في الجسم المقابل و ليست له حركة أصلا، بل حركته وهم محض و تخيّل باطل. و سبب التوهّم حدوث الضوء في القابل المقابل للمضي‌ء فيتوهّم أنّه تحرّك منه و وصل إلى المقابل. و لما كان حدوثه فيه من مقابلة مضي‌ء عال كالشمس تخيّل أنّه ينحدر. فالصواب إذن أنّه يحدث في القابل المقابل دفعة. و أيضا سبب آخر للتوهّم و هو أنّه لما كان حدوثه في الجسم القابل تابعا للوضع من المضي‌ء و محاذاته إيّاه، فإذا زالت تلك المحاذاة إلى قابل آخر زال الضوء عن الأول و حدث في ذلك الآخر ظنّ أنّه يتبعه في الحركة. و أيضا يرد عليهم الظّلّ فإنّه متحرّك بحركة صاحبه مع الاتّفاق على أنّه ليس بجسم.

ثم إنّ القائلين بكون الضوء كيفية لا جسما منهم من قال الضوء هو مراتب ظهور اللون، و ادّعى أنّ الظهور المطلق هو الضوء و الخفاء المطلق هو الظلمة و المتوسّط بينهما هو الظلّ؛ و يختلف مراتبه بحسب القرب و البعد من الطرفين. فإذا ألف الحسّ مرتبة من تلك المراتب ثم شاهد ما هو أكثر ظهورا من الأوّل حسب أنّ هناك بريقا و لمعانا، و ليس الأمر كذلك، بل ليست هناك كيفية زائدة على اللون الذي ظهر ظهورا أتمّ.

فالضوء هو اللون الظاهر على مراتب مختلفة لا كيفية موجودة زائدة عليه. و التفرقة بين اللون المستنير و المظلم بسبب أنّ أحدهما خفي و الآخر ظاهر لا بسبب كيفية أخرى موجودة مع المسبب. و قد بالغ بعضهم في ذلك حتى قال إنّ ضوء الشمس ليس إلّا الظهور التّام للونه.

و لما اشتد ظهوره و بلغ الغاية في ذلك قهر الإبصار حتى خفي اللون، لا لخفائه في نفسه بل لعجز البصر عن إدراك ما هو جلي في الغاية. و المحققون على أنّ الضوء و اللون متغايران حسّا، و ذلك أنّ البلور في الظلمة إذا وقع عليه ضوء يرى ضوءه دون لونه إذ لا لون له، كذا المار في الظلمة إذا وقع عليه الضوء فإنه يرى ضوءه لا لونه لعدمه، فقد وجد الضوء

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست