responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1072

له بل لمدلوله لأنّا نقول الدلالة على الحكم كاف في كون الكلام خبرا. فالخبر ما يدلّ على التصديق سواء تخلّف المدلول أو لا، و لو لا ذلك لم يوجد خبر كاذب على هذا المذهب لأنّ الخبر الكاذب ما خالف مدلوله اعتقاد المخبر فلا اعتقاد للمخبر بخبره و لا تصديق به فلا يكون كاذبا، لأنّه مختصّ بالخبر. و احتج النّظّام بقوله تعالى‌ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ‌ [1] كذّبهم في قولهم إنّك لرسول اللّه مع مطابقته للخارج لأنّه لم يطابق اعتقادهم.

و الجواب أنّ المعنى لكاذبون في الشهادة.

و قال الجاحظ صدق الخبر مطابقته للواقع مع الاعتقاد بأنّه مطابق و كذبه عدم مطابقته للواقع مع اعتقاد أنّه غير مطابق، و غيرهما ليس بصدق و لا كذب و هو المطابقة مع اعتقاد اللامطابقة أو بدون الاعتقاد، و عدم المطابقة مع اعتقاد المطابقة أو بدون الاعتقاد. فكلّ من الصدق و الكذب بتفسيره أخصّ منه بتفسير الجمهور و النّظّام لأنّه اعتبر في كلّ منهما جمع الأمرين الذين اكتفوا بواحد منهما. و صدق المتكلّم مطابقة خبره للواقع و الاعتقاد و كذبه عدمها. و استدلّ الجاحظ بقوله تعالى‌ أَفْتَرى‌ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ [2]، فإنّ الكفّار حصروا أخبار النبي عليه السلام بالحشر و النّشر في الافتراء و الأخبار حال الجنّة على سبيل منع الخلو؛ و لا شكّ أنّ المراد [3] بالثاني غير الكذب لأنّه قسيمه، و غير الصدق لأنّهم اعتقدوا عدمه. و ردّ بأنّ المعنى أم لم يفتر فعبّر عنه أي عن عدم الافتراء بالجنّة لأنّ المجنون يلزمه أن لا افتراء له لأنّ الكذب عن عمد و لا عمد للمجنون، فيكون هذا حصرا للخبر الكاذب في نوعيه أعني الكذب عن عمد و الكذب لا عن عمد.

فائدة:

اعلم أنّ المشهور فيما بين القوم أنّ احتمال الصدق و الكذب من خواص الخبر لا يجري في غيره من المركبات المشتملة على نسبة. و ذكر بعضهم أنّه لا فرق بين النسبة في المركّب الأخباري و غيره إلّا بأنّه إن عبّر عنها بكلام تام يسمّى خبرا و تصديقا كقولنا: زيد انسان أو فرس، و إلّا يسمّى مركّبا تقييديا و تصوّرا كما في قولنا يا زيد الإنسان أو الفرس. و أيا ما كان فالمركّب إمّا مطابق فيكون صادقا أو غير مطابق فيكون كاذبا. فيا زيد الإنسان صادق و يا زيد الفرس كاذب و يا زيد الفاضل محتمل. و ردّه المحقّق التفتازاني بما حاصله أنّه إن أراد هذا البعض أنّه لا فرق بينهما أصلا فليس بصحيح لوجوب علم المخاطب بالنسبة في المركّب التقييدي دون الأخباري، حتى قالوا إنّ الأوصاف قبل العلم بها أخبار كما أنّ الأخبار بعد العلم بها أوصاف. و إن أراد أنّه لا فرق بينهما بحسب احتمال الصدق و الكذب فكذلك لما ذكره الشيخ من أنّ الصدق و الكذب إنّما يتوجهان إلى ما قصده المتكلّم إثباته أو نفيه، و النسبة [الوصفية] [4] ليست كذلك. و لو سلّم فإطلاق الصدق و الكذب على المحرك الغير التام مخالف لما هو المعتمد في تفسير الألفاظ، أعني اللغة و العرف. و إن أراد تجديد اصطلاح فلا مشاحة فيه.


[1] المنافقون/ 1

[2] سبأ/ 8

[3] المقصود (م، ع)

[4] الوصفية (+ م، ع)

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1072
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست