responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1063

كلام ابن سينا حيث قال في الشفاء الصحة ملكة في الجسم الحيواني تصدر عنه لأجلها أفعاله الطبعية [1] و غيرها من المجرى الطبيعي غير مئوفة، و كأنّه لم يذكر الحالة هنا إمّا لاختلاف فيها أو لعدم الاعتداد بها، و قال في موضع آخر من القانون: الصحة هيئة بها يكون بدن الإنسان في مزاجه و تركيبه بحيث تصدر عنه الأفعال صحيحة سالمة. ثم المرض خلاف الصحة فهو حالة أو ملكة تصدر بها الأفعال عن الموضوع لها غير سليمة بل مئوفة، و هذا يعمّ مرض الحيوان و النبات. و قد يخصّ على قياس ما تقدّم في الصحة بالحيوان أو بالإنسان فعلى هذا التقابل بينهما تقابل التضاد. و في القانون أنّ المرض هيئة مضادة للصحة. و في الشفاء أنّ المرض من حيث هو مرض بالحقيقة عدمي لست أقول من حيث هو مزاج أو ألم، و هذا يدلّ على أنّ التقابل بينهما تقابل العدم و الملكة.

و في المباحث المشرقية لا مناقضة بين كلامي ابن سينا إذ في وقت المرض أمران أحدهما عدم الأمر الذي كان مبدأ للأفعال السليمة و ثانيهما مبدأ الأفعال المئوفة. فإن سمّي الأول مرضا كان التقابل العدم و الملكة؛ و إن جعل الثاني مرضا كان التقابل من قبيل التضاد.

و الأظهر أن يقال إن اكتفى في المرض بعدم سلامة الأفعال فذلك يكفيه عدم الصحة المقتضية للسلامة، و إن ثبتت هناك آفة وجودية فلا بدّ من إثبات هيئة تقتضيها، فكأنّ ابن سينا كان متردّدا في ذلك.

و اعترض الإمام بأنّهم اتفقوا على أنّ أجناس الأمراض المفردة ثلاثة سوء المزاج و سوء التركيب و تفرّق الاتصال، و لا شي‌ء منها بداخل تحت الكيفية النفسانية. أمّا سوء المزاج الذي هو مرض إنّما يحصل إذا صار إحدى الكيفيات الأربع أزيد أو أنقص مما ينبغي، بحيث لا تبقى الأفعال سليمة. فهناك أمور ثلاثة: تلك الكيفيات و كونها غريبة منافرة و اتصاف البدن بها. فإن جعل سوء المزاج عبارة عن تلك الكيفية كأن يقال الحمّى هي تلك الحرارة الغريبة كان من الكيفيات المحسوسة.

و إن جعل عبارة عن كون تلك الكيفيات غريبة كان من باب المضاف. و إن جعل عبارة عن اتّصاف البدن بها كان من قبيل الانفعال. و أمّا سوء التركيب فهو عبارة عن مقدار أو عدد أو وضع أو شكل أو انسداد مجرى يخلّ بالأفعال و ليس شي‌ء منها من الكيفيات النفسانية. و كون هذه الأمور غريبة من قبيل المضاف و اتصاف البدن بها من قبيل الانفعال. و أمّا تفرّق الاتصال فظاهر أنّه عدمي فلا يكون كيفية. و إذا لم يدخل المرض تحت الكيفيات النفسانية لم تدخل الصّحة تحتها أيضا لكونه ضدا لها. و الجواب بعد تسليم كون التضاد حقيقيا أنّ تقسيم المرض إلى تلك الأقسام تسامح، و المقصود أنّه كيفية نفسانية تحصل عند هذه الأمور و تنقسم باعتبارها. و هذا معنى ما قيل إنّها منوّعات أطلق عليها اسم الانواع.

تنبيه:

لا واسطة بين الصّحة و المرض على هذين التعريفين، إذ لا خروج من النفي و الإثبات.

و من ذهب إلى الواسطة كجالينوس و من تبعه و سمّاها الحالة الثالثة فقد شرط في الصّحة كون صدور الأفعال كلها من كلّ عضو في كلّ وقت سليمة لتخرج عنه صحة من يصح وقتا كالشتاء، و يمرض، و من غير استعداد قريب لزوالها لتخرج عنه صحة الأطفال و المشايخ و الفاقهين‌ [2] لأنّها ليست في الغاية و لا ثابتة قوية، و كذا في‌


[1] الطبيعية (م)

[2] الناقهين (م)

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1063
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست