نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 1 صفحه : 944
لطيفة، فينتبه الكلّ للّه تعالى عقيب ذلك، فذلك التنبيه من اللّه
تعالى بوسيلة الروح الأخفى، و هذا الذهول عن الحضرة الصمدية لعامة الأولياء أو
لعامة المؤمنين. فأمّا الأنبياء و كبار الأولياء فإنّ أسرارهم قلّما يلتفت عن
الأعلى إلى الأسفل، و هم الذين قال اللّه فيهم:
وَ يَخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ[1] و فيهم أيضا: «إنّ للّه عبادا لو
حجبوا عن اللّه طرفة عين في الدنيا و الآخرة لارتدّوا»
[2].
اعلم أنّ ثمة روحا آخر ألطف من هذه الأرواح كلها و هي لطيفة داعية
لهذه الأطوار إلى اللّه، و هذا الروح لا يكون لكلّ واحد بل هو للخواص. قال اللّه
تعالى: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ
عِبادِهِ[3] و هذا الروح ملازم عالم القدرة مشاهد
عالم الحقيقة، لا يلتفت إلى خلقه قط. و اعلم أيضا أنّ من قال هذه الأطوار من النفس
إلى آخرها كلها شيء واحد لا يلتفت إلى قوله.
فائدة:
الفرق بين السّرّ و العقل أنّ العقل نور روحاني و مقامه في جانب
السّر، إلّا أنّ السّر ميّال إلى الأعلى و العقل ميّال إلى الدنيا و الآخرة. و من
هنا فإنّ بعضهم يقول: العقل نوعان: نوع ينظر إلى أمر الدنيا، و نوع يرى أمر
الآخرة.
و يرى بعضهم بأنّ مقرّ العقل الذي ينظر إلى أمور الآخرة في القلب، و
أنّ مقرّ العقل الذي ينظر إلى أمور الدنيا في الدماغ. و مكان عمل كلّ منهما في
الصّدر. و يقول شيخ الشيوخ: العقل لسان الروح و ترجمان البصيرة، و البصيرة للروح
بمثابة القلب، و العقل بمثابة اللسان. و هذا العقل هو عقل واحد و ليس على ضربين [4]. و قد ورد في أخبار داود عليه السلام
أنّه سأل ابنه سليمان عليه السلام: أين موضع العقل منك؟ قال: القلب لأنّه قالب
الروح و الروح قالب الحياة. انتهى ما في مجمع السلوك.
سرّ التّجلّيات:
[في الانكليزية]Mystery of manifestations
،panentheism
[في الفرنسية]Mystere des
manifestations ،panentheisme
هو شهود كلّ شيء في كلّ شيء، و ذلك بانكشاف التجلّي الأول للقلب
فيشهد أحدية الجمعية بين الأسماء كلها، لاتصاف كل اسم لجميع الأسماء لاتحادها
بالذات الأحدية، و امتيازها بالتعيّنات التي تظهر في الأكوان التي هي صورها، فيشهد
كلّ شيء في كلّ شيء.
[4] و ازينجا است كه بعضى گويند عقل بر دو نوع است نوعيست كه
مىبيند بدان عقل امر دنيا را و نوعيست كه مىبيند بدان عقل امر آخرت را و بعضى
مسكن آن عقل كه بدان تدبير كار آخرت مىكند در دل ميگويند و مسكن آن عقل كه بدان
تدبير كارهاي دنيا كند در دماغ ميگويند و جايگاه كار هر دو در سينه است. و شيخ
شيوخ ميگويد عقل زبان روح است و ترجمان بصيرت و بصيرت مر روح را به مثابه دل است و
عقل به مثابه زبان است و اين عقل عقلى واحد است ليس على ضربين.
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 1 صفحه : 944