responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 867

ضد اليبوسة و هما كيفيتان ملموستان بديهيتان، و ما ذكر في تعريفهما إمّا لوازمها أو تعريفات لفظية. قال الإمام الرازي: الرّطوبة سهولة الالتصاق بالغير و سهولة الانفصال عنه، أي كيفية تقتضي تلك السهولة و هي البلّة. لا يقال: لو كانت الرّطوبة كذلك لكان العسل أرطب من الماء لأنّه أشد التصاقا من الماء، و كذا الحال في الدهن، مع أنّ كونهما أرطب من الماء باطل. لأنّا نقول العسل و إن كان ألصق من الماء إلّا أنّه ينفصل بعسر و كذا الدهن. و أيضا نحن لا نفسّر الرّطوبة بنفس الالتصاق حتى يكون الأشد التصاقا أرطب، بل إنّما فسّرناه بسهولة الالتصاق. و قال الحكماء الرّطوبة كيفية توجب سهولة قبول التّشكل بشكل الحاوي القريب و سهولة تركه، أي للتشكّل بعد قبوله إيّاه. و ردّ بأنّه يرد عليه ما مرّ إذ التشكّل إن كان للرطوبة فما يكون أدوم شكلا يكون أرطب كالعسل، فإنّه أدوم شكلا بالنسبة إلى الماء، و أيضا يلزم على هذا أن يكون الهواء أرطب من الماء لأنّه أرقّ قواما و أقبل للتشكّلات و تركها. و اتفقوا أي جمهورهم على أنّ خلط الرّطب باليابس يفيد الاستمساك كما أنّه يفيد الرّطب استمساكا من السّيلان، فيجب على تقدير كون الهواء أرطب أن يكون خلط الهواء بالتراب يفيد التراب استمساكا من التفرّق، و يفيد التراب الهواء استمساكا من السّيلان، و كلاهما باطلان.

و هاهنا أبحاث. الأوّل: زعم البعض أنّ رطوبة الماء مخالفة بالماهية لرطوبة الدّهن المخالفة لرطوبة الزيبق. فالرطوبة جنس تحتها أنواع. و زعم آخرون أنّ ماهيتها واحدة بالنوع و الاختلاف بسبب اختلاط اليابس بالرطب. قال الإمام الرازي: كلا القولين مختلّ. و الثاني: هل توجد كيفية متوسّطة بين الرطوبة و اليبوسة تنافيهما كالحمرة بين السّواد و البياض أو لا توجد؟ و الحق أنّه غير معلوم، و أنّ إمكان وجودها مشكوك فيه. و الثالث: في المباحث المشرقية أنّ الرطوبة إن فسّرت بقابلية الأشكال كانت عدمية، و إلّا احتاجت إلى قابلية أخرى فيتسلسل. و إن فسّرت بعلّة القابلية فكذلك لأنّ الجسم لذاته قابل للأشكال فلا تكون هذه القابلية معلّلة بعلّة زائدة على ذات الجسم، و إن سلّم كونها وجودية على تفسيرهم فالأشبه أنّها ليست محسوسة لأنّ الهواء رطب لا محالة بذلك المعنى، فلو كانت الرطوبة محسوسة لكانت رطوبة الهواء المعتدل الساكن محسوسة، فكان الهواء دائما محسوسا، و كان يجب أن لا يشكّ الجمهور في وجوده و لا يظنّوا أنّ الفضاء الذي بين السّماء و الأرض خلاء صرفا. و إذا فسّرناها بالكيفية المقتضية لسهولة الالتصاق، فالأظهر أنّها محسوسة، و إن كان للبحث فيه مجال. و قد مال ابن سينا في بحث الأسطقسات من الشفاء [1] إلى أنّها غير محسوسة. و في كتاب النفس‌ [2] منه إلى أنّها محسوسة، و لعله أراد أنّ الرطوبة بمعنى سهولة قبول الأشكال غير محسوسة، و بمعنى الالتصاق محسوسة، هكذا يستفاد من شرح المواقف و شرح الطوالع.

و الرابع: الرّطب، كما يقال على ما مرّ، كذلك يقال على معان أخر. في بحر الجواهر: الرّطب بفتحتين يقال لما يقبل الاتصال و الانفصال و التشكّل بسهولة بحيث لا يظهر فيه ممانعة عن ذلك، كما يقال إنّ الهواء رطب، و لما هو بطبعه متماسك، لكنه بأدنى سبب يصير قابلا


[1] ورد سابقا.

[2] لابن سينا الشيخ الرئيس أبو علي، (- 428 ه) مقتبس عن مباحث أرسطو في النفس و أهداه الشيخ الرئيس للأمير نوح بن منصور الساماني، طبع بمطبعة المعارف، 1325 ه.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 867
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست