نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 1 صفحه : 860
ذكر الچلپي في حاشية الخيالي. و يستعمل في الشريعة بمعنى بعث اللّه
تعالى إنسانا إلى الخلق بشريعة سواء أمر بتبليغها أو لا، و يساوقها النّبوّة. و قد
تخصّ الرّسالة بالتبليغ أو بنزول جبرئيل عليه السلام أو بكتاب أو بشريعة جديدة أو
بعدم كونه مأمورا بمتابعة شريعة من قبله من الأنبياء. و بالجملة فالرّسول بالفتح
إمّا مرادف للنبي و هو إنسان بعثه اللّه تعالى بشريعة سواء أمر بتبليغها أم لا، و
إليه ذهب جماعة. و إمّا أخصّ منه كما ذهب إليه جماعة أخرى. و اختلفوا في وجه كونه
أخصّ. فقيل لأنّ الرّسول مختصّ بالمأمور بالتبليغ إلى الخلق بخلاف النبي. و قيل
لأنه مختصّ بنزول جبرئيل عليه السلام بالوحي.
و قيل لأنّه مختصّ بشريعة خاصة بمعنى أنّه ليس مأمورا بمتابعة شريعة
من قبله. و قيل لأنّه مختصّ بكتاب هكذا يستفاد من العلمي حاشية شرح هداية الحكمة و
بعض شروح مختصر الأصول. و قال بعضهم إنّ الرّسول أعمّ و فسّره بأنّ الرّسول إنسان
أو ملك مبعوث بخلاف النبي فإنّه مختص بالإنسان، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في
حاشية الخيالي في بحث خبر الرسول. و في أسرار الفاتحة: النبي هو الذي يرى في
المنام و الرّسول هو الذي يسمع صوت جبرئيل عليه السلام و لا يراه، و المرسل هو
الذي يسمع صوته و يراه انتهى. و المفهوم من مجمع السلوك عدم الفرق بين الرّسول و
المرسل حيث قال: المرسل عند البعض ثلاثمائة و ثلاثة عشر و عند البعض ثمانية عشر و
أولو العزم منهم ستة نفر: آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلوات اللّه
عليهم أجمعين انتهى. و لا شك في إطلاق الرسل عليهم أيضا.
و الفرق بين الرسول و المرسل عند الكرّامية يذكر في لفظ المشبهة. و
في فتح المبين شرح الأربعين للنووي: الرسول إنسان حرّ ذكر من بني آدم يوحى إليه
بشرع و أمر بتبليغه، سواء كان له كتاب أنزل عليه ليبلغه ناسخا لشرع من قبله أو غير
ناسخ له، أو أنزل على من قبله و أمر بدعوة الناس إليه أم لم يكن له ذلك، بأن أمر
بتبليغ الموحى إليه من غير كتاب. و لذلك كثرت الرسل إذ هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر و
قلّت الكتب إذ هي التوراة و الإنجيل و الزّبور و صحف آدم و شيث و إدريس و إبراهيم.
و هو أخص من النبي فإنّه إنسان حر ذكر من بني آدم أوحي إليه بشرع و إن لم يؤمر
بتبليغه.
و قال ابن عبد السلام بتفضيل النّبوّة لتعلّقها بالحقّ على الرّسالة
لتعلّقها بالخلق. و ردّ بأنّ الرّسالة فيها التعلّقان كما هو ظاهر، و الكلام في
نبوّة الرّسول مع رسالته، و إلّا فالرسول أفضل من النبي قطعا. و ليس من الجنّ رسول
عن اللّه عند جماهير العلماء انتهى. و كذا من غير الحرّ، و كذا من النساء على ما
يشعر به قوله حرّ ذكر، و كذا الحال في النبي في الكل. و بعضهم على أنّ من الجنّ
رسلا كما مرّ في لفظ الجن.
و بعضهم على أنّ مريم أمّ عيسى عليه السلام من الأنبياء كما ذكر
المولوي عبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية. و في اصطلاح الفقه و هو الذي أمره
المرسل بأداء الرّسالة في عقد من العقود أو في أمر آخر كتسليم المبيع و قبض الثمن
في البيع أو أخذ المبيع و أداء الثّمن في الشراء.
و صورة الإرسال في البيع أن يرسل البائع شخصا فيقول: بعت هذا من فلان
الغائب بألف درهم فاذهب إليه فقل مني له هذا. فهو لا يضيف العقد إلى نفسه و لا
يرجع حقوق العقد إليه، بل إذا جاء إلى المرسل إليه يقول: قال لك فلان بعت هذا منك
الخ فإذا قال المرسل إليه في مجلس البلوغ اشتريته منه تمّ البيع فلا يملك القبض و
التسليم إذا كان رسولا في البيع، و لا يكون خصما حتى لا يردّ بالعيب، إذا كان
رسولا في الشراء، و لا يردّ عليه إذا كان رسولا في البيع، و لا يقبل بينة الأداء
أو الإبراء إذا
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 1 صفحه : 860