responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 750

الذي يقصد به الإفهام سمّي الكلام في الأزل خطابا لأنّه يقصد به الإفهام في الجملة. و من قال هو الكلام الذي يقصد به إفهام من هو أهل للفهم على ما هو الأصل لا يسمّيه في الأزل خطابا. و الأكثر ممن أثبت للّه تعالى الكلام النفسي من أهل السّنة على أنّه كان في الأزل أمر و نهي و خبر و استخبار و نداء. و الأشعرية على أنّه تعالى تكلّم بكلام واحد و هو الخبر، و يرجع الجميع إليه لينتظم له القول بالوحدة.

و ليس كذلك إذ مدلول اللفظ ما وضع له اللفظ لا ما يقتضي مدلوله أو يئول إليه أو يأول به و إلّا لجاز اعتباره في الخبر أيضا، فحينئذ يرتفع الوثوق عن الوعد و الوعيد لاحتمال معنى آخر من البشارة و الإنذار و غيرهما. و من يريد أن يأمر أو ينهى أو يخبر أو يستخبر أو ينادي يجد في نفسه قبل التلفّظ معناها ثم يعبّر عنه بلفظ أو كتابة [1] أو إشارة، و ذلك المعنى هو الكلام النفسي و ما يعبّر به هو الكلام اللفظي. و قد يسمّى الكلام الحسّي، و مغايرتهما بيّنة، إذ المعبّر به قد يختلف دون المعنى، و الفرق بين الكلام النفسي و العلم هو أنّ ما خاطب به مع نفسه أو مع غيره فهو كلام و إلّا فهو علم.

و نسبة علمه تعالى إلى جميع الأزمنة على السّنوية فيكون جميع الأزمنة من الأزل إلى الأبد بالقياس إليه تعالى كالحاضر في زمان واحد، فيخاطب بالكلام النفسي مع المخاطب النفسي، و لا يجب فيه حضور المخاطب الحسّي فيخاطب اللّه تعالى كل قوم بحسب زمانه و تقدّمه و تأخّره، مثلا إذا أرسلت زيدا إلى عمرو تكتب في مكتوبك إليه أني أرسلت إليك زيدا مع أنّه حين ما تكتبه لم يتحقّق الإرسال فتلاحظ حال المخاطب. و كما تقدّر في نفسك مخاطبا فتقول له تفعل الآن كذا و ستفعل بعده كذا، و لا شكّ أنّ هذا المضي و الحضور و الاستقبال إنّما هو بالنسبة إلى زمان الوجود المقدّر لهذا المخاطب لا بالنسبة إلى زمان المتكلّم. و من أراد أن يفهم هذا المعنى فليجرّد نفسه عن الزمان يجد هذا المعنى معاينة و هذا سرّ هذا الموضع و اللّه الموفق، هكذا في كليات أبي البقاء.

و دليل الخطاب عند الأصوليين هو مفهوم المخالفة و فحوى الخطاب، و لحن الخطاب عندهم هو مفهوم الموافقة و البعض فرّق بينهما، و يجي‌ء في لفظ المفهوم.

الخطابة:

[في الانكليزية]Rhetoric

[في الفرنسية]Rhetorique

بالفتح بمعنى فريفتن بزبان- التأثير بالبيان- كما في الصراح. و عند المنطقيين و الحكماء هو القياس المؤلّف من المظنونات أو منها و من المقبولات و يسمّى قياسا خطابيا أيضا، و يسمّى أمارة عند المتكلّمين، صرّح بذلك السّيد الشريف في حاشية شرح الطوالع. و صاحب هذا القياس يسمّى خطيبا و الغرض منه ترغيب الناس فيما ينفعهم من أمور معاشهم و معادهم كما يفعله الخطباء و الوعاظ.

اعلم أنّهم خصّوا الجدل و الخطابة بالقياس لأنهم لا يبحثون إلّا عنه و إلّا فهما قد يكونان استقراء و تمثيلا، هكذا في شرح الشمسية و حواشيه.

و في المحاكمات الإقناعي يطلق على الخطابي و هو الدليل المركّب من المشهورات و المظنونات انتهى.

و قول العلماء هذا مقام خطابي أي مقام يكتفى فيه بمجرّد الظّنّ كما وقع في المطول.

ثم اعلم أنّ خطابات القرآن على أنحاء شتى، فكلّ خطاب في القرآن بقل فهو خطاب التشريف. و خطاب العام و المراد به العموم نحو اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ‌ [2]. و خطاب الخاص‌


[1] كناية (م، ع).

[2] الروم/ 40 و 54.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 750
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست