responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 655

المسافة يفرض لا يكون هو قبل الوصول إليه و لا بعده حاصلا فيه، و بأنها كون الجسم فيما بين المبدأ و المنتهى بحيث أي آن يفرض يكون حاله في ذلك الآن مخالفا لحاله في آنين يحيطان به، و الحركة بهذا المعنى أمر موجود في الخارج، فإنّا نعلم بمعاونة الحسّ أنّ للمتحرك حالة مخصوصة ليست ثابتة له في المبدأ و لا في المنتهى، بل فيما بينهما، و تستمر تلك الحالة إلى المنتهى و توجد دفعة. و يستلزم اختلاف نسب المتحرك إلى حدود المسافة فهي باعتبار ذاتها مستمرة و باعتبار نسبتها إلى تلك الحدود سيالة و بواسطة استمرارها و سيلانها تفعل في الخيال أمرا ممتدا غير قارّ هو الحركة بمعنى القطع. فالحركة بمعنى التوسّط تنافي استقرار المتحرّك في حيّز واحد سواء كان منتقلا عنه أو منتقلا إليه، فتكون ضدا للسكون في الحيّز المنتقل عنه و إليه، بخلاف من جعل الحركة الكون في الحيّز الثاني كما يجي‌ء في لفظ الكون. الثاني الأمر الممتد من أول المسافة إلى آخرها و يسمّى الحركة بمعنى القطع و لا وجود لها إلّا في التوهم، إذ عند الحصول في الجزء الثاني بطل نسبته إلى الجزء الأول منها ضرورة، فلا يوجد هناك أمر ممتد من مبدأها إلى منتهاها. نعم لما ارتسم نسبة المتحرك إلى الجزء الثاني الذي أدركه في الخيال قبل أن يزول نسبته إلى الجزء الأول الذي تركه عنه، أي عن الخيال، يخيّل أمر ممتد، كما يحصل من القطرة النازلة و الشعلة المدارة أمر ممتد في الحسّ المشترك فيرى لذلك خطّا و دائرة.

التقسيم‌

الحركة إمّا سريعة أو بطيئة. فالسريعة هي التي تقطع مسافة مساوية لمسافة أخرى في زمان أقلّ من زمانها، و يلزمها أن تقطع الأكثر من المسافة في الزمان المساوي. أعني إذا فرض تساوي الحركتين في المسافة كان زمان السريعة أقلّ، و إذا فرض تساويهما في الزمان كانت مسافة السريعة أكثر. فهذان الوصفان لا زمان للسريعة مساويان لها. و لذلك عرفت بكلّ واحد منهما.

و أمّا قطعها لمسافة أطول في زمان أقصر فخاصة قاصرة. و البطيئة عكسها فتقطع المساوي من المسافة في الزمان الأكثر أو تقطع الأقل من المسافة في الزمان المساوي، و ربما قطعت مسافة أقل في زمان أكثر لكنه غير شامل لها. و الاختلاف بالسرعة و البطء ليس اختلافا بالنوع إذ الحركة الواحدة سريعة بالنسبة إلى حركة و البطيئة بالنسبة إلى أخرى، و لأنهما قابلان للاشتداد و النقص.

فائدة:

قالوا علّة البطء في الطبيعة ممانعة المخروق الذي في المسافة، فكلما كان قوامه أغلظ كان أشدّ ممانعة للطبيعة و أقوى في اقتضاء بطء الحركة كالماء مع الهواء، فنزول الحجر إلى الأرض في الماء أبطأ من نزوله إليها في الهواء.

و أمّا في الحركات القسرية و الإرادية فممانعة الطبيعة إمّا وحدها لأنه كلما كان الجسم أكبر أو كانت الطبيعة السارية فيه أكبر كان ذلك الجسم بطبيعته أشدّ ممانعة للقاسر، و المحرك بالإرادة و أقوى في اقتضاء البطء و إن اتحد المخروق و القاسر و المحرّك الإرادي. و من ثمّ كان حركة الحجر الكبير أبطأ من حركة الصغير في مسافة واحدة من قاسر واحد، أو ممانعة الطبيعة مع ممانعة المخروق كالسهم المرمي بقوة واحدة تارة في الهواء، و كالشخص السائر فيهما بالإرادة، و ربّما عاوق أحدهما أكثر و الآخر أقل فتعادلا، مثل أن يحرك قاسر واحد الجسم الكبير في الهواء و الصغير في الماء الذي يزيد معاوقة الهواء بمقدار الزيادة التي في طبيعته‌ [1]. و أيضا الحركة


[1] طبيعة الاكبر (م، ع).

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 655
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست