responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 620

من الشرب بكأسات الأسماء و الصفات الإلهية.

ثم الحلق حينئذ إشارة إلى تحقّق الرئاسة الإلهية في ذلك المقام. ثم القصر إشارة لمن قصر فنزل عن درجة التحقيق التي هي مرتبة أهل القربة، فهو في درجة العيان و ذلك حظّ كافة الصّديقين. ثم الخروج من الإحرام عبارة عن التوسّع للخلق و النزول إليهم بعد العندية في مقعد الصدق. ثم عرفات عبارة عن مقام المعرفة باللّه و العلمين عبارة عن الجمال و الجلال اللذين عليهما سبيل المعرفة باللّه لأنهما الأدلة على اللّه تعالى. ثم المزدلفة عبارة عن شسوع المقام و تعاليه. ثم المشعر الحرام عبارة عن تعظيم الحرمات الإلهية بالوقوف مع الأمور الشرعية. ثم منى عبارة عن بلوغ المنى لأهل مقام القربة. ثم الجمار الثلاث عبارة عن النفس و الطّبع و العادة، فيحصب كلا منهم بسبع حصوات يعني يفنيها و يدحضها بقوة آثار السبع الصفات الإلهية. ثم طواف الإفاضة عبارة عن دوام الترقّي لدوام الفيض الإلهي و أنه لا ينقطع بعد الكمال الإنساني إذ لا نهاية للّه تعالى. ثم طواف الوداع إشارة إلى اللّه تعالى بطريق الحال لأنه إيداع سرّ اللّه في مستحقّه فأسرار الحق تعالى وديعة عند الولي لمن يستحقها لقوله تعالى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ‌ [1]، كذا في الإنسان الكامل.

الحجاب:

[في الانكليزية]Veil ،barrier ،diaphragm

[في الفرنسية]Voile ،cloison ،diaphragme

بالكسر و الجيم المفتوحة المخففة و بالفارسية: پرده و ما حجبت به بين الشيئين فهو حجاب. و يطلق الحجاب على باريطون حجابا للدماغ هما اللين و الصلب. و الحجاب الحاجز و يسمّى بالحجاب المؤرب أيضا هو الحجاب المعترض الذي بين القلب و المعدة. و أما الحجاب المستبطن للصدر و الأضلاع فقال الشيخ هما واحد، و يسمّى ورمه بذات الجنب، و هو غشاء يستبطن لأضلاع الصدر يمنة و يسرة و يكون للصدر كالبطانة كذا في بحر الجواهر.

قال الصوفية اعلم أنّ الحجاب الذي يحتجب به الإنسان عن قرب اللّه إمّا نوراني و هو نور الروح، و إمّا ظلماني و هو ظلمة الجسم.

و المدركات الباطنة من النفس و العقل و السرّ و الروح و الخفي كلّ واحد له حجاب. فحجاب النّفس الشهوات و اللّذات و اللّاهوية. و حجاب القلب الملاحظة في غير الحقّ. و حجاب العقل وقوفه مع المعاني المعقولة. إذن، فكلّ من اغترّ بالشهوات و اللّذائذ فهو بعيد عن معرفة النّفس، و كلّ من كان بعيدا عن معرفة النّفس فهو بعيد عن معرفة اللّه، و كل من غفل عن الحقّ أو ناظر عن غير الحق، فلا جرم أن يحرم قلبه من الوصول. و كلّ من وقف مع المعاني العقلية فهو بعيد عن كمال العقل. لأنّ كمال العقل هو أن ينظر إلى ذات و صفات اللّه، لا أن يكون مطّلعا على المعاني العقلية كالفلاسفة الذين قالوا:

بقدر ما يرفع السالك الحجاب حتى يرى صفاء العقل الأوّل، فإنّ عقله ينفتح، و تبدو له معاني المعقولات و يصير مكاشفا لأسرار المعقولات.

و هذا كشف نظري و لا ينبغي الاعتماد عليه.

و حجاب السّرّ هو الوقوف مع الأسرار، فإذا انكشفت للسّالك أسرار الخلق و حكمة الوجود لكلّ شي‌ء، فهذا يقال له كشف إلهي.

فعليه إن بقي في هذا و ظنّ أنّه هو المقصد الأصلي فذلك يصير له حجابا. و عليه أن يخطو خطوة أخرى ليزيل حجاب الروح فيصل إلى المكاشفة، و هو الذي يقال له الكشف الروحاني. و في هذا المقام يرتفع عنه حجاب الزمان و المكان و الجهة، فيصير الزمان ماضيا


[1] النساء/ 6.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 620
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست